محمد الفاتح محتويات بداية حياته الفترة في مانيسا (1446-1451) اعتلاؤه العرش للمرة الثانية وفتح القسطنطينية الفتوحات التالية ترتيبات السلطان الداخلية زوجاته وأولاده عقيدته ومذهبه وفاته وذكراه انظر أيضا مصادر وصلات خارجية قائمة التصفحتعديلGutenberg versionنسخة محفوظةİDARİ DÜZENLEMELER: Fatih Sultan Mehmed, klasik manada Osmanlı devletinin idari kurucusu sayılabilir.نسخة محفوظةشرح حديث فتح القسطنطينية وروما، فتاوى إسلام ويبنسخة محفوظةفتح القسطنطينية والمذهب الماتريدي والأشعري، فتاوى إسلام ويبنسخة محفوظة"Fatih Sultan Mehmed"Wedding portraitنسخة محفوظةTURKS :: Ottomansنسخة محفوظة"white+knight+of+wallachia"&source=bl&ots=ZMFi3V9rqD&sig=GXAnsPJU_DiGNCTBeV2CczjtrhU#v=onepage&q="white%20knight%20of%20wallachiaنسخة محفوظةexploringromania.comنسخة محفوظةThe Real Prince Draculaنسخة محفوظةOttoman online net, Sultans: SULTAN MEHMED THE CONQUEROR (1432 - 1481)Croatia and Ottoman Empire, Ahdnama, Sultan Mehemt IIنسخة محفوظةLight Millennium: A Culture of Peaceful Coexistence: The Ottoman Turkish Example; by Prof. Dr. Ekmeleddin IHSANOGLUنسخة محفوظةOttoman History: 1453-1511نسخة محفوظةHistory of Turkey; Turkish History in the Islamic PeriodCrimean Khans were appointedنسخة محفوظةRolul distinctiv al artileriei în marile oşti moldoveneştiنسخة محفوظةCalendar 26 iulie 2005.Moment istoricإسلام أون لاين نت، محمد الفاتح رجل الدولة وراعي الحضارة.نسخة محفوظةمفكرة الإسلام: وفاة السلطان محمد الفاتح، ربيع الأول 886 هـ ـ 3 مايو 1481منسخة محفوظة"السلطان محمد الثاني الصوفي الأشعري فاتح القسطنطينية"الشبكة الإسلامية، مات العقاب الكبيرنسخة محفوظةCentral Bank of the Republic of TurkeyI. SeriesII. Seriesنسخة محفوظةمحمد الفاتح.. صاحب البشارة: (في ذكرى وفاته: 4 ربيع الأول 886 هـ)بيت عباد، وصية السلطان محمد الفاتح لأبنه، بقلم الدكتور محمد علي الصلابي.السلطان محمد الفاتح من موقع عثمان أون لاين.الفصل 68: عهد محمد الثاني، انقراض الامبراطورية الشرقيةنشيد عن فتح القسطنطينية ومدح لمحمد الفاتحكتاب: سيرة السلطان محمد الفاتح وعوامل النهوض في عصرهكتاب: السلطان محمد الفاتح بطل الفتح الإسلامي في أوروبا الشرقيةتتWorldCat86538783n800902470000 0001 0851 459X118583166321367074562835cb13328343j(data)500354839ba01c2d1-0170-4a0a-8761-98013af5199035602354jx20100113005نسخة 2 يونيو 2010قارن بالنسخة الحاليةت
علاء الدين باشاأورخانصاووجي بكبايزيد الأولمراد الثانيكجك مصطفىبايزيد الثانيجم سلطانسليمان القانونيمراد الثالثشاهزاده محمودأحمد الأولمصطفى الأولشاهزاده عمرمحمد الرابعسليمان الثانيأحمد الثانيمحمود الأولعثمان الثالثمصطفى الثالثعبد الحميد الأولعبد المجيد الأولعبدُ العزيزشاهزاده محمد صلاح الدينمحمد سليم أفنديمحمد عبد القادر أفنديشاهزاده محمد عابدشاهزاده محمد ضياء الدينشاهزاده عمر حلميأبو حنيفة النعمانزفر بن الهذيلعبد الله بن المباركأبو يوسفمحمد بن الحسن الشيبانيالحكيم الترمذيالطحاويأبو الحسن الأشعريأبو يوسف الجصاصأبو منصور الماتريديأبو الحسن الكرخيالحكيم السمرقندينظام الدين الشاشيأبو بكر الجصاصأبو الليث السمرقنديأمة السلام بنت أحمد البغداديةأبو المعين النسفيشمس الأئمةمحمد بن أحمد بن بشر المروزينجم الدين عمر النسفيأبو الفضل الكرمانيالصدر الشهيدالزمخشرينور الدين زنكيرضي الدين السرخسينور الدين الصابونيعلاء الدين الكاسانيبرهان الدين الزرنوجيبرهان الدين المرغينانيجمال الدين الغزنويأبو البركات حافظ الدين النسفيحسام الدين السغناقيشمس الدين بن الحريريعلاء الدين البخاريشجاع الدين التركستانيتاج الشريعة الأصغرمغلطاي بن قليججمال الدين الزيلعيسراج الدين الغزنويأكمل الدين البابرتيسعد الدين التفتازانيالكرماستيابن كمالبهاء الدين زادهشمس الدين القهستانيطاشكبري زادهزين الدين بن نجيمأبو منصور الكرمانيأبو السعود أفنديأورنكزيب عالم كيرمحب الله بن عبد الشكور البهاريملا جيونعبد الرحمن صبريعبد الغني النابلسيدده أفنديتاج الدين القلعينظام الدين السهالويأبو سعيد الخادميشاه ولي الله الدهلويعبد الحي اللكنويرحمة الله الكيروانيالمهدي العباسيرشيد أحمد الكنكوهيباجه جي زادهشبلي النعمانيمحمد أمين السفرجلانيمحمود حسن الديوبنديحسونة النواويخليل أحمد السهارنفوريأنور شاه الكشميريمحمد بخيت المطيعيأحمد الطهطاويعبد الرحمن الجزيريمحمد حمدي يازرأشرف علي التهانويعبد الكريم الكورائيمحمد إلياس الكاندهلويعبد الله بن عبد الرحمن سراجمحمد زاهد الكوثريمصطفى صبريحسين أحمد المدنيمحمود شلتوتسعيد البرهانيمحمد أبو زهرةظفر أحمد عثمانيكمال الدين الطائيمحمد يوسف البنوريأسد حمزة
مواليد 1429وفيات 1481محمد الفاتحأتراكأشخاص من أدرنةأشخاص من أصل طورانيأعلام التصوفحكام أطفال في العصور الوسطىسلاطين عثمانيون في القرن 15سلالة حاكمة عثمانيةشعراء وشاعرات أتراكصوفيونعثمانيون شهدوا الحروب العثمانية البندقيةعثمانيون من أعلام الحروب البيزنطية العثمانيةفتح القسطنطينيةقادة عسكريون مسلمونماتريديةمجددونمدفونون في تركيامواليد 1432مواليد 832 هـمواليد 833 هـمواليد 835 هـمواليد في أدرنةوفيات 882 هـوفيات 886 هـوفيات بسبب السموفيات في جبزيالسلالة العثمانية
بالتركية العثمانيةوبالتركية الحديثةأوروباعصر النهضةالنبي محمدسلاطينالدولة العثمانيةآل عثمانالقسطنطينيةقيصرللدولة العثمانيةالإمبراطورية البيزنطيةالمؤرخينالعصور الوسطىالعصور الحديثةالأتراكالسلطانآسياالأناضولأوروبابلغرادالدولة العثمانيةالرومباليونانيةخزريةالتركالقوقازللعلموالعلماءآق شمس الدينأحمد الكورانياللغاتاللغة التركيةالفرنسيةاللاتينيةاليونانيةالصربيةالفارسيةالعربيةوالعبريةالمسلمونالنبيمحمد بن عبد اللهأميرالقسطنطينيةالحديثفتح القسطنطينيةآخر الزمانالمسيح الدجالأحمد بن حنبلالحديثمراد الثاني20 أبريل1429 م26 رجب833 هـأدرنةالدولة العثمانيةأماسياالدولة البيزنطيةأماسياالقرآن الكريمأحمد بن إسماعيل الكورانيالكورانيالإسلاميةالشريعةالكورانيآق شمس الدينبالحديث النبوي13 يوليو144426 ربيع الأول848 هـمراد الثانيإمارة قرمانبالأناضولأيدينالمجرالبلغارالكاردينالالباباالجيش العثمانيمعركة فارنا10 نوفمبر144428 رجب848 هـالصدر الأعظمالباشامانيساالأناضولالإنكشاريةحروبهأوروبامانيسااليونانيةطرابزون1492بايزيد الثانيالإنكشاريةأدرنة1445اليونانوالصربالتركمانيةمانيساالسلجوقية14491450ألبانياأدرنة7 فبراير14515 محرم855هـ19 فبرايربورصة1428بآسيا الصغرىبلاد القرمانسينوبومملكة طرابزون الروميّةالقسطنطينيةالبنادقةالرومالإفرنجالحروب الصليبيةوبلاد الأرنؤدوبلاد البشناقوالصربشبه جزيرة البلقانبلاد البلقانالقسطنطينيةالجهادالنبيمحمدمضيق البوسفورإمبراطور الرومالجزيةقلعةقلعة روملي حصاربالتركيةمدافعهماسفينةالقسطنطينيةالبندقيةالأسلحةلفتح القسطنطينيةالمدافعالأطنانالثيرانبالأسطولمضيق القرن الذهبيجنوةوالبندقيةالدولوالمدنالباباالمذهب الكاثوليكيللكنيسة الأرثوذكسيةكنيسةآيا صوفياالتركالقبعةالحربالجنود العثمانيينالرومأدرنةوالقسطنطينية6 أبريل1453 م26 ربيع الأول857 هـالجهادالآيات القرآنيةالأحاديث النبويةللإسلاموالمسلمينبطارية مدفعيةالحجارةقنطارًاميلالوزنكيلوغرامارطلاقبرأبي أيوب الأنصاري52 هـمعاوية بن أبي سفيانالأمويميناءبسلاسلحديديةالقرن الذهبيجزر الأمراءبحر مرمرةالإمبراطورقسطنطينالرومبأوروباجنوة21 أبريل145311 ربيع الثاني857 هـسهامهمالميناءالخشببالزيتوالشحمالقرن الذهبي22 أبريل24 مايو1453م15 جمادى الأولى857هـدماءاللهالسلمالقسطنطينية29 مايو1453م20 جمادى الأولى857 هـالمدينةالسيفالإمبراطور قسطنطينكنيسةآيا صوفياالقسسصلواتهمالمسيحيونيؤذنبالصلاةمسجدًابطريركًاباليونانيةإسلامبولبالتركيةأوروباالمسيحيةالإمبراطورية الرومانية330الإمبراطورية الرومانية الغربيةأورخان الأولالقيصرالإمبراطورية الرومانية المقدسةأوروبا الغربيةشارلمانالبابا800الإمبراطورية البيزنطيةالصدر الأعظمرشوةعيناهبالإعدامطروادةالإغريقالمؤرخالبريطانيالدراميةشهوتهاللاهوتالباباالعالم الأوروبي المسيحيالشعراءوالأدباءنيقولا الخامسروما25 مارس1455جمال الدين فالح الكيلانيمسجدقبرأبي أيوب الأنصاريسيفعثمان الغازي الأولقسطنطينجزيةبلاد الصربهونيادالمجرمذهبهمكاثوليكيينروماأرثوذكسيينالبابا1454مدفعبلغرادنهر الدانوب1455الصدر الأعظم145814601458اليونانالأتراك1460إيطالياجزرالأرخبيلبحر الروماليونانألبانياآسيا الصغرى1461ميناءبلدةتجارةجنوةدينجنسيةالعثمانيونسينوبطرابزونالقسطنطينيةالقسطنطينيةجيشًافلاد دراكول الثالث المخوزقجزية1393بايزيد الأولالخشببلغارياللدولة العثمانيةعمائمهمبمساميربوخارستالعثمانيينوالبلغارملكالمجرحضانةنعومة أظفارهبوخارستبلغارياالأطفالوالنساء1462البوسنةبلاد البشناقفرماناخانالفرمانوزيراالفرمانباللهمحمدالفرمان1464المجرجيشالإنكشاريةوأسلم1463الرقيقالمسيحيةآرغوسالدولة العثمانيةالأتراكبعثات تبشيريةقسطنطين الأولالجنةالصليبيأوروباالمنونالدماءالحرب1467جزيرةالترك1470أوروبابلاد القرمانبآسيا الصغرىقونيةإمارة قرمانوزيرهسلطاندولة الخروف الأبيضبالتركية العثمانيةبالتركيةتيمورلنكجيحونوالفراتإرزينجان14711473الدولة العثمانيةإسماعيل الصفويوالدولة الصفويةببابارومانابولي1475بلاد البغدانرومانياروسيامولدوفاأسطفان الرابع10 ينايربالمدينةالمرتزقةالصليبالإسلاممراد الثانيسيكستوس الرابعبطل المسيحباللاتينيةباللاتينيةآذانبلاد القرمجنوةشبه جزيرة القرمكافاالقرمالتتارميناءآق كرماننهر الدانوبالسهولغابةالإنكشاريةمعركة الوادي الأبيضأسطفان الرابعالمملكة البولنديةالمجاعةالطاعونالقسطنطينية1477فريوليكرواتيادالماسيامدافعه28 يناير1479م5 ذو القعدة883هـالدولة العثمانيةأوروباجمهوريةالبندقيةجنوةالمجرترانسلفانياكونت13 أكتوبر14761480اليونانوإيطالياأمير البحركدك أحمد باشاأوترانتبجنوب إيطالياحصانهكنيسة القديس بطرسروماالبابا11 أغسطس1480م4 جمادى الثانية885هـجزيرةرودوسرهبنةالفرنسيمصروباي تونس23 مايو1480م13 ربيع الأول885هـالمدافعالقنابلالحجريةالليلالنهار28 يوليو1480م20 جمادى الأولى885هـالقائد العامالقلعةالعثمانيونللعلموالعلماءالمدارسوالمعاهدالعلومالتفسيروالحديثوالفقهوالأدبوالبلاغةوالهندسةبالقسطنطينيةمكتبةأحمد الكورانيآق شمس الدينالقرآن الكريموالسنة النبويةوالفقهواللغاتالعربيةوالفارسيةوالتركيةالرياضياتوالفلكوالتاريخوالحربأماسياآيا صوفياآق شمس الدينآق شمس الدينشاعراًبالأدبوالشعردرهموالدعارةبالسجنباللغة التركيةالغزلاللغة اليونانيةالقسطنطينيةواللاتينيةوالعربيةوالفارسيةاللغة التركيةللزهراويبطليموسالجغرافياالقوشجيعلم اللغةالترجمةمجلدالمعاهدوالقصوروالمستشفياتوالحماماتوالأسواقوالحدائق العامةطبيبوجراحوصيدليطباخوالأدويةالباب العاليالقرن الخامس عشروآيا صوفيابالتجارةالصناعةالعثمانيونالجسورالذخيرةوالأسلحةالقلاعوالحصونالشريعة الإسلاميةالباب العاليالصدر الأعظم1839م1255هـالدولة العثمانيةالجهادالولاياتباشواتالملابسوالدروعالذخيرةوالأسلحةوقودوغذاءوعلفللحيوانللألغامالمهندسينوالأطباءوالبيطريينوعلماء الطبيعياتالبندقيةوجنوةرجال الدين من النصارىالمحاكمبرجال القضاءالمرتشيالقتلتزوجأمينة گلبهارالروم الأرثوذكسطرابزون1492بايزيد الثاني1481جم1495أهل السنةالماتريديةخضر بكجواهر العقائدالماتريديةحنفيصوفيالطريقة النقشبنديةنور الدين عبد الرحمن الجاميالشيعيالإيرانيينالتركإيطالياالبندقيةيعقوب باشاباغتيالهالسم3 مايو1481م4 ربيع الأول886هـالقسطنطينيةآسيا الصغرىوالصربوالبشناقوألبانياالقانون المدنيوقانون العقوباتسليمان القانونيفأعدمهبايزيد الثانيالبندقيةسفارةأوروباالباباالأستانةإسطنبولالقرن العشرينجسر السلطان محمد الفاتحمسلسل تلفزيوني2012فتح 1453العملة الورقية التركية198619922014الولايات المتحدةهوليودوإيرلندادراكولا أنتولد1444–14467 فبراير14513 مايو14817 فبراير14513 مايو1481
محمد الفاتح
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
| |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
(بالتركية العثمانية: محمد ثانى)، و(بالتركية العثمانية: Mehmed-i sânî) | |||||||
رسم للسلطان محمد الثاني الفاتح للرسام "جينتيلي بيليني"، 1480 | |||||||
عهد | عروج الدولة العثمانية | ||||||
اللقب | خان | ||||||
ألقاب أخرى | الفاتح، أبو الفتوح، الغازي، صاحب النبوءة | ||||||
العائلة الحاكمة | آل عثمان | ||||||
السلالة الملكية | العثمانية | ||||||
نوع الخلافة | وراثية ظاهرة | ||||||
| |||||||
| |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الاسم الكامل | محمد الثاني بن مراد الثاني | ||||||
الميلاد | 20 أبريل 1429(1429-04-20)[1] أدرنة، تراقيا، الدولة العثمانية | ||||||
الوفاة | 3 مايو 1481 (52 سنة)[2] دريقا، كوكالي، الدولة العثمانية | ||||||
سبب الوفاة | سم | ||||||
مكان الدفن | مسجد السلطان محمد الفاتح، إسطنبول | ||||||
مواطنة | الدولة العثمانية | ||||||
أسماء أخرى | الفاتح، أبو الفتوح، الغازي، صاحب النبوءة | ||||||
الزوجة | كلبهار خاتون الأولى كل شاه خاتون ستي مكرمة خاتون جیجك خاتون | ||||||
أبناء | بايزيد الثاني، وجم سلطان، وجوهرخان خاتون (ابنة محمد الثاني) | ||||||
الأب | مراد الثاني | ||||||
الأم | خديجة "هما" خاتون | ||||||
الحياة العملية | |||||||
حدث بار | فتح القسطنطينية | ||||||
المهنة | عاهل | ||||||
الطغراء | |||||||
تعديل |
السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح (بالتركية العثمانية: فاتح سلطان محمد خان ثانى؛ وبالتركية الحديثة: Fatih Sultan Mehmed Han II أو II. Mehmed) والذي عُرف في أوروبا خلال عصر النهضة باسم "Mahomet II"، وهو ذات اللفظ الذي كان الأوربيون يلفظون به اسم النبي محمد،[3][4] هو سابع سلاطين الدولة العثمانية وسلالة آل عثمان، يُلقب، إلى جانب "الفاتح"، بأبي الفتوح وأبو الخيرات، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب "قيصر" إلى ألقابه وألقاب باقي السلاطين الذين تلوه.[5] حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للدولة العثمانية.
يُعرف السلطان محمد الفاتح بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا، ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة،[6][7] وعند الأتراك فهذا الحدث هو "فاتحة عصر الملوك" (بالتركية: çağ açan hükümdar).
تابع السلطان محمد فتوحاته في آسيا، فوحّد ممالك الأناضول، وتوغّل في أوروبا حتى بلغراد. من أبرز أعماله الإدارية دمجه للإدارات البيزنطية القديمة في جسم الدولة العثمانية المتوسعة آنذاك. يُلاحظ أن محمد الثاني لم يكن أول حاكم تركي للقسطنطينية، فقد كان أحد الأباطرة الروم السابقين، والمدعو "ليون الرابع" (باليونانية: Λέων Δ΄) من أصول خزرية، وهؤلاء قوم من الترك شبه رحّل كانوا يقطنون سهول شمال القوقاز. كان محمد الثاني عالي الثقافة ومحباً للعلم والعلماء، ومن شيوخه آق شمس الدين و أحمد الكوراني، وقد تكلّم عدداً من اللغات إلى جانب اللغة التركية، وهي: الفرنسية، اللاتينية، اليونانية، الصربية، الفارسية، العربية، والعبرية.[8][9]
محتويات
1 بداية حياته
1.1 إخبار نبي الإسلام عنه
1.2 مولده ونشأته
1.3 اعتلاؤه العرش للمرة الأولى وتنازله عنه
2 الفترة في مانيسا (1446-1451)
3 اعتلاؤه العرش للمرة الثانية وفتح القسطنطينية
3.1 الإعداد للفتح
3.2 عقد معاهدات
3.3 الهجوم والغزو
3.4 ما بعد الفتح
4 الفتوحات التالية
4.1 فتح بلاد موره ومحاربة المجر
4.2 توحيد الأناضول
4.3 محاربة أمير الفلاخ
4.4 فتح البوسنة والعداء مع البندقية
4.5 فتح إمارة قرمان ومحاربة المغول
4.6 محاربة البغدان وإنهاء الصراع مع البنادقة
4.7 فتح جزر اليونان ومدينة أوترانت وحصار رودوس
5 ترتيبات السلطان الداخلية
5.1 اهتمامه بالمدارس والمعاهد
5.2 اهتمامه بالعلماء
5.3 اهتمامه بالشعراء والأدباء
5.4 اهتمامه بالترجمة
5.5 اهتمامه بالعمران والبناء والمستشفيات
5.6 الاهتمام بالتجارة والصناعة
5.7 الاهتمام بالتنظيمات الإدارية
5.8 اهتمامه بالجيش والبحرية
5.9 اهتمامه بالعدل
6 زوجاته وأولاده
7 عقيدته ومذهبه
8 وفاته وذكراه
8.1 محاولات تشويه صورته
9 انظر أيضا
10 مصادر
11 وصلات خارجية
11.1 كتب
11.2 أفلام
بداية حياته
إخبار نبي الإسلام عنه
يؤمن المسلمون بأن النبي محمد بن عبد الله تحدث عن أمير من أفضل أمراء العالم، وأنه هو من سيفتح القسطنطينية ويُدخلها ضمن الدولة الإسلامية، وقد قال فريقٌ من شرّاح الحديث أن هذا الشخص هو محمد الفاتح، فيما قال آخرون أن المراد بالحديث هو فتح القسطنطينية في آخر الزمان قبل خروج المسيح الدجال مباشرة،[10][11] وقد ورد في مسند أحمد بن حنبل في الحديث رقم 18189:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ [12] |
مولده ونشأته
وُلد محمد الثاني، للسلطان "مراد الثاني" و"هما خاتون"،[1][13] فجر يوم الأحد بتاريخ 20 أبريل، 1429 م، الموافق في 26 رجب سنة 833 هـ في مدينة أدرنة، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك.[14] عندما بلغ محمد الثاني ربيعه الحادي عشر أرسله والده السلطان إلى أماسيا ليكون حاكمًا عليها وليكتسب شيئاً من الخبرة اللازمة لحكم الدولة، كما كانت عليه عادة الحكّام العثمانيين قبل ذلك العهد. فمارس محمد الأعمال السلطانية في حياة أبيه، ومنذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البيزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على اطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية، بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الإسلامية المختلفة.[15] وخلال الفترة التي قضاها حاكماً على أماسيا، كان السلطان مراد الثاني قد أرسل إليه عددًا من المعلمين لكنه لم يمتثل لأمرهم، ولم يقرأ شيئاً، حتى أنه لم يختم القرآن الكريم، الأمر الذي كان يُعد ذا أهمية كبرى، فطلب السلطان المذكور، رجلاً له مهابةٌ وحِدَّة، فذُكر له المولى "أحمد بن إسماعيل الكوراني"، فجعله مُعلماً لولده وأعطاه قضيبًا يضربه به إذا خالف أمره، فذهب إليه، ودخل عليه والقضيب بيده، فقال: "أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمري"، فضحك السلطان محمد الثاني من ذلك الكلام، فضربه المولى الكوراني في ذلك المجلس ضربًا شديدًا، حتى خاف منه السلطان محمد، وختم القرآن في مدة يسيرة.[16]
هذه التربية الإسلامية كان لها الأثر الأكبر في تكوين شخصية محمد الفاتح، فجعلته مسلمًا مؤمنًا ملتزمًا بحدود الشريعة، مقيدًا بالأوامر والنواهي، مُعظماً لها ومدافعاً عن إجراءات تطبيقها، فتأثر بالعلماء الربانيين، وبشكل خاص معلمه المولى "الكوراني" وانتهج منهجهم.[17] وبرز دور الشيخ "آق شمس الدين" في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما: مضاعفة حركة الجهاد العثمانية، والإيحاء دومًا لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي، لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عليه حديث نبي الإسلام.[15]
اعتلاؤه العرش للمرة الأولى وتنازله عنه
مقالات مفصلة: مراد الثاني- معركة فارنا
- الإمبراطورية النمساوية المجرية
في 13 يوليو سنة 1444 م، الموافق 26 ربيع الأول سنة 848 هـ، أبرم السلطان مراد الثاني معاهدة سلام مع إمارة قرمان بالأناضول، وعقب ذلك توفي أكبر أولاد السلطان واسمه علاء الدين، فحزن عليه والده حزنًا شديدًا وسئم الحياة،[18][19] فتنازل عن الملك لابنه محمد البالغ من العمر أربع عشرة سنة، وسافر إلى ولاية أيدين للإقامة بعيدًا عن هموم الدنيا وغمومها.[20] لكنه لم يمكث في خلوته بضعة أشهر حتى أتاه خبر غدر المجر وإغارتهم على بلاد البلغار غير مراعين شروط الهدنة اعتمادًا على تغرير الكاردينال "سيزاريني"، مندوب البابا، وإفهامه لملك المجر أن عدم رعاية الذمة والعهود مع المسلمين لا تُعد حنثًا ولا نقضًا.[20]
وكان السلطان محمد الثاني قد كتب إلى والده يطلب منه العودة ليتربع على عرش السلطنة تحسبًا لوقوع معركة مع المجر، إلا أن مراد رفض هذا الطلب. فرد محمد الفاتح : «إن كنت أنت السلطان فتعال وقف على قيادة جيشك ورياسة دولتك وإن كنت أنا السلطان فإني آمرك بقيادة الجيش». وبناءً على هذه الرسالة، عاد السلطان مراد الثاني وقاد الجيش العثماني في معركة فارنا، التي كان فيها النصر الحاسم للمسلمين بتاريخ 10 نوفمبر سنة 1444 م، الموافق في 28 رجب سنة 848 هـ.[21]
لم تطل إقامته أكثر من ثلاثة أشهر إذ اضطر للعودة إلى أدرنة قاعدة الدولة حيث استصغر قادة الجيش العثمانيين من الانكشارية السلطان الصغير، إذ عصوا أمره، ونهبوا المدينة، ووصل السلطان فأدب القادة وأشغلهم بالقتال في بلاد اليونان[22].
يُقال بأن عودة السلطان مراد الثاني إلى الحكم كان سببها أيضًا الضغط الذي مارسه عليه الصدر الأعظم "خليل جندرلي باشا"، الذي لم يكن مولعًا بحكم محمد الثاني، بما أن الأخير كان متأثرًا بمعلمه المولى "الكوراني" ويتخذ منه قدوة، وكان الكوراني على خلاف مع الباشا.
الفترة في مانيسا (1446-1451)
انتقل السلطان محمد الثاني إلى مانيسا الواقعة بغرب الأناضول بعد ثورة الإنكشارية عليه، وبعد أن جمعهم والده وانتقل لخوض حروبه في أوروبا. ليس هناك من معلومات كثيرة تفيد بالذي قام به السلطان محمد في الفترة التي قضاها في مدينة مانيسا، ولكن يُعرف أنه خلال هذه الفترة، تزوج السلطان بوالدة ولي العهد، كما كان يُطلق على زوجات السلاطين، "أمينة گلبهار" ذات الجذور اليونانية النبيلة،[23] من قرية "دوفيرا" في طرابزون،[23] والتي توفيت بعد ذلك عام 1492 بعد أن أنجبت السلطان بايزيد الثاني.[24] وكان السلطان مراد الثاني قد عاد إلى عزلته مرة أخرى بعد أن انتصر على المجر واستخلص مدينة فارنا منهم، لكنه لم يلبث فيها هذه المرة أيضا، لأن عساكر الإنكشارية ازدروا ملكهم الفتى محمد الثاني وعصوه ونهبوا مدينة أدرنة عاصمة الدولة، فرجع إليهم السلطان مراد الثاني في أوائل سنة 1445 وأخمد فتنتهم. وخوفًا من رجوعهم إلى إقلاق راحة الدولة، أراد أن يشغلهم بالحرب، فأغار على بلاد اليونان والصرب طيلة سنواته الباقية، وفتح عددًا من المدن والإمارات وضمها إلى الدولة العثمانية.[21] تزوج السلطان محمد في هذه الفترة أيضا بزوجته الثانية "ستّي مكرم خاتون" الأميرة من سلالة ذي القدر التركمانية.[25][26]
قام محمد الفاتح خلال المدة التي قضاها في مانيسا، بضرب النقود السلجوقية باسمه،[27] وفي أغسطس أو سبتمبر من عام 1449، توفيت والدته،[28] وبعد هذا بسنة، أي في عام 1450، أبرم والده صلحًا مع "اسكندر بك"، أحد أولاد "جورج كستريو" أمير ألبانيا الشمالية الذين كان السلطان مراد الثاني قد أخذهم رهائن وضمّ بلاد أبيهم إليه بعد موته. وكان اسكندر المذكور قد أسلم، أو بالأحرى تظاهر بالإسلام لنوال ما يكنه صدره وأظهر الإخلاص للسلطان حتى قرّبه إليه، ثم انقلب عليه أثناء انشغاله بمحاربة الصرب والمجر، وبعد عدد من المعارك لم يستطع الجيش العثماني المنهك استرجاع أكثر من مدينتين ألبانيتين،[29] فرأى السلطان مصالحة البك ريثما يعود ليستجمع جيشه قوته ثم يعود لفتح مدينة "آق حصار".[30][31]
اعتلاؤه العرش للمرة الثانية وفتح القسطنطينية
عاد السلطان مراد الثاني إلى أدرنة، عاصمة ممالكه ليُجهز جيوشًا جديدة كافية لقمع الثائر على الدولة، "اسكندر بك"، لكنه توفي في يوم 7 فبراير سنة 1451، الموافق في 5 محرم سنة 855هـ. وما أن وصلت أنباء وفاة السلطان إلى ابنه محمد الثاني، حتى ركب فوراً وعاد إلى أدرنة حيث توّج سلطانا للمرة الثانية في 19 فبراير من نفس العام،[32] وأقام جنازة لوالده الراحل وأمر بنقل الجثمان إلى مدينة بورصة لدفنه بها،[33] وأمر بإرجاع الأميرة "مارا" الصربية إلى والدها، أمير الصرب المدعو "جورج برنكوفيتش"، الذي زوّجها للسلطان مراد الثاني عندما أبرم معه معاهدة سلام قرابة عام 1428.[34][35]
عندما تولى محمد الثاني الملك بعد أبيه لم يكن بآسيا الصغرى خارجًا عن سلطانه إلا جزء من بلاد القرمان ومدينة "سينوب" ومملكة طرابزون الروميّة. وصارت مملكة الروم الشرقية قاصرة على مدينة القسطنطينية وضواحيها. وكان إقليم "موره" مجزءاً بين البنادقة وعدّة إمارات صغيرة يحكمها بعض أعيان الروم أو الإفرنج الذين تخلفوا عن إخوانهم بعد انتهاء الحروب الصليبية، وبلاد الأرنؤد وإيبيروس في حمى إسكندر بك سالف الذكر، وبلاد البشناق المستقلة، والصرب التابعة للدولة العثمانية تبعية سيادية، وما بقي من شبه جزيرة البلقان كان داخلاً تحت سلطة الدولة كذلك.[34]
الإعداد للفتح
أخذ السلطان محمد الثاني، بعد وفاة والده، يستعد لتتميم فتح ما بقي من بلاد البلقان ومدينة القسطنطينية حتى تكون جميع أملاكه متصلة لا يتخللها عدو مهاجم أو صديق منافق، فبذل بداية الأمر جهودًا عظيمة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون جندي، وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للغزو الكبير المنتظر، كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًا قويًا وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء النبي محمد على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائمهم.[34]
أراد السلطان، قبل أن يتعرض لفتح القسطنطينية أن يُحصّن مضيق البوسفور حتى لا يأتي لها مدد من مملكة طرابزون، وذلك بأن يُقيم قلعة على شاطئ المضيق في أضيق نقطة من الجانب الأوروبي منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيوي.[36] ولمّا بلغ إمبراطور الروم هذا الخبر أرسل إلى السلطان سفيرًا يعرض عليه دفع الجزية التي يُقررها،[34] فرفض الفاتح طلبه وأصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى 82 مترًا، وأطلق عليها اسم "قلعة روملي حصار" (بالتركية: Rumeli Hisarı)، وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى 660 مترًا، تتحكمان في عبور السفن من شرقي البوسفور إلى غربه وتستطيع نيران مدافعهما منع أية سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة.[36] كما فرض السلطان رسومًا على كل سفينة تمر في مجال المدافع العثمانية المنصوبة في القلعة، وكان أن رفضت إحدى سفن البندقية أن تتوقف بعد أن أعطى العثمانيون لها عدداً من الإشارات، فتمّ إغراقها بطلقة مدفعية واحدة فقط.[37]
اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع، التي أخذت اهتمامًا خاصًا منه حيث أحضر مهندسًا مجريًا يدعى "أوربان" كان بارعًا في صناعة المدافع، فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية. تمكن هذا المهندس من تصميم وتصنيع العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها "المدفع السلطاني" المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها.[38]
ويُضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، تلك المدينة البحرية التي لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة وقد ذُكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة،[39] بينما قال آخرون أن هذا الرقم مبالغ فيه وأن عدد السفن كان أقل من ذلك، حيث بلغت مائة وثمانين سفينة في الواقع.[34]
عقد معاهدات
عمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد، فعقد معاهدة مع إمارة غلطة المجاورة للقسطنطينية من الشرق ويفصل بينهما مضيق القرن الذهبي، كما عقد معاهدات مع جنوة والبندقية وهما من الإمارات الأوروبية المجاورة، ولكن هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية، حيث وصلت قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن المدينة.[40]
في هذه الأثناء التي كان السلطان يعد العدة فيها للفتح، استمات الإمبراطور البيزنطي في محاولاته لثنيه عن هدفه، بتقديم الأموال والهدايا المختلفة إليه، وبمحاولة رشوة بعض مستشاريه ليؤثروا على قراره،[41] ولكن السلطان كان عازمًا على تنفيذ مخططه ولم تثنه هذه الأمور عن هدفه، ولما رأى الإمبراطور البيزنطي شدة عزيمة السلطان على تنفيذ هدفه عمد إلى طلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي، في الوقت الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد، وقد اضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيستين الشرقية والغربية،[42] في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك. قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية، خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين، مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس: "إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية".[43]
الهجوم والغزو
مقالة مفصلة: فتح القسطنطينية
سعى السلطان، بعد كل هذه الاستعدادات، في إيجاد سبب لفتح باب الحرب، ولم يلبث أن وجد هذا السبب بتعدي الجنود العثمانيين على بعض قرى الروم ودفاع هؤلاء عن أنفسهم، حيث قُتل البعض من الفريقين.[34] عمل السلطان على تمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية، في مدة شهرين حيث تمت حمايتها بقسم الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية في يوم الخميس 6 أبريل، 1453 م، الموافق 26 ربيع الأول، 857 هـ، فجمع الجند وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي أي ربع مليون،[44] فخطب فيهم خطبة قوية حثهم فيها على الجهاد وطلب النصر أو الشهادة، وذكّرهم فيها بالتضحية وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحث على ذلك، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية وفضل الجيش الفاتح لها وأميره، وما في فتحها من عز للإسلام والمسلمين، وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء.[45][46]
وبهذا ضرب السلطان الحصار على المدينة بجنوده من ناحية البر، وبأسطوله من ناحية البحر، وأقام حول المدينة أربع عشرة بطارية مدفعية وضع بها المدافع الجسيمة التي صنعها "أوربان" والتي قيل بأنها كانت تقذف كرات من الحجارة زنة كل واحدة منها اثنا عشر قنطارًا إلى مسافة ميل، إلا أن المؤرخين المعاصرين يقولون أن هذا الرقم مبالغ فيه بوضوح، فإنه ولو وُجد في ذلك الزمان آلة تستطيع أن تقذف هذا الوزن الكبير، فإنه لا يوجد أناس قادرين على رفع هذا الوزن ليضعوه في المدفع، فالقنطار يساوي 250 كيلوغراما، فوزن القذيفة على هذا الاعتبار يكون 3000 كيلوغراما، وبالتالي فلعلّ المقصود كان 12 رطلا وليس قنطارا.[34] وفي أثناء الحصار اكتُشف قبر "أبي أيوب الأنصاري" الذي استشهد حين حاصر القسطنطينية في سنة 52 هـ في خلافة معاوية بن أبي سفيان الأموي.[47]
وفي هذا الوقت كان البيزنطيين قد قاموا بسد مداخل ميناء القسطنطينية بسلاسل حديدية غليظة حالت بين السفن العثمانية والوصول إلى القرن الذهبي، بل دمرت كل سفينة حاولت الدنو والاقتراب.[42] إلا أن الأسطول العثماني نجح على الرغم من ذلك في الاستيلاء على جزر الأمراء في بحر مرمرة.[48] استنجد الإمبراطور قسطنطين، آخر ملوك الروم، بأوروبا، فلبّى طلبه أهالي جنوة وأرسلوا له إمدادات مكونة من خمس سفن وكان يقودها القائد الجنوي "جوستنياني" يُرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوروبية متعددة، فأتى هذا القائد بمراكبه وأراد الدخول إلى ميناء القسطنطينية، فاعترضته السفن العثمانية ونشبت بينهما معركة هائلة في يوم 21 أبريل، 1453 م، الموافق يوم 11 ربيع الثاني، 857 هـ، انتهت بفوز جوستنياني ودخوله الميناء بعد أن رفع المحاصرون السلاسل الحديدية ثم أعادوها بعد مرور السفن الأوروبية كما كانت.[49] حاولت القوات البحرية العثمانية تخطي السلاسل الضخمة التي تتحكم في مدخل القرن الذهبي والوصول بالسفن الإسلامية إليه، وأطلقوا سهامهم على السفن الأوروبية والبيزنطية ولكنهم فشلوا في تحقيق مرادهم في البداية، فارتفعت بهذا الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة.[50] بعد هذا الأمر، أخذ السلطان يُفكر في طريقة لدخول مراكبه إلى الميناء لإتمام الحصار برّاً وبحراً، فخطر بباله فكر غريب، وهو أن ينقل المراكب على البر ليجتازوا السلاسل الموضوعة لمنعها، وتمّ هذا الأمر المستغرب بأن مهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتي بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم، ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها،[51] وبهذه الكيفية أمكن نقل نحو سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من البيزنطيين.[52]
استيقظ أهل المدينة صباح يوم 22 أبريل وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين،[15][53] ولقد عبّر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال: «ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الأسكندر الأكبر».[54] أيقن المحاصرون عند هذا أن لا مناص من نصر العثمانيين عليهم، لكن لم تخمد عزائمهم بل ازدادوا إقداماً وصمموا على الدفاع عن مدينتهم حتى الممات. وفي يوم 24 مايو سنة 1453م، الموافق 15 جمادى الأولى سنة 857هـ، أرسل السلطان محمد إلى الإمبراطور قسطنطين رسالة دعاه فيها إلى تسليم المدينة دون إراقة دماء، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة إلى حيث يشاؤون بأمان،[55] وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى وأعطاهم الخيار بالبقاء في المدينة أو الرحيل عنها، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر، فمال بعضهم إلى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت، فمال الامبراطور إلى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة، فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه أو يُدفن تحت أسوارها،[56] فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: «حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر».[57]
عند الساعة الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء 29 مايو، 1453م، الموافق 20 جمادى الأولى سنة 857 هـ بدأ الهجوم العام على المدينة، فهجم مائة وخمسون ألف جندي وتسلقوا الأسوار حتى دخلوا المدينة من كل فج وأعملوا السيف فيمن عارضهم واحتلوا المدينة شيئاً فشيئاً إلى أن سقطت بأيديهم، بعد 53 يومًا من الحصار.[37] أما الإمبراطور قسطنطين فقاتل حتى مات في الدفاع عن وطنه كما وعد، ولم يهرب أو يتخاذل.[58][59] ثم دخل السلطان المدينة عند الظهر فوجد الجنود مشتغلة بالسلب والنهب، فأصدر أمره بمنع كل اعتداء، فساد الأمن حالاً. ثم توجه إلى كنيسة آيا صوفيا وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم، وعندما اقترب من أبوابها خاف المسيحيون داخلها خوفاً عظيماً، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان، فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة فلما رأوا تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بأن يؤذن في الكنيسة بالصلاة إعلانًا بجعلها مسجدًا.[58][59] وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينيين الذين لهم حق الحكم في النظر بالقضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع.[60] ثم قام بجمع رجال الدين المسيحيين لينتخبوا بطريركًا لهم، فاختاروا "جورجيوس كورتيسيوس سكولاريوس" (باليونانية:Γεώργιος Κουρτέσιος Σχολάριος)، وأعطاهم نصف الكنائس الموجودة في المدينة، أما النصف الأخر فجعله جوامع للمسلمين.[58] وبتمام فتح المدينة، نقل السلطان محمد مركز العاصمة إليها، وسُميت "إسلامبول"، أي "تخت الإسلام" أو "مدينة الإسلام".[59]
ما بعد الفتح
بعد تمام النصر والفتح، اتخذ السلطان لقب "الفاتح" و"قيصر الروم" (بالتركية: Kayser-i Rûm)، على الرغم من أن هذا اللقب الأخير لم تعترف به بطركيّة القسطنطينية ولا أوروبا المسيحية. وكان السبب الذي جعل السلطان يتخذ هذا اللقب هو أن القسطنطينية كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية، بعد أن نُقل مركز الحكم إليها عام 330 بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، وكونه هو سلطان المدينة فكان من حقه أن يحمل هذا اللقب. وكان للسلطان رابطة دم بالأسرة الملكية البيزنطية، بما أن كثيرا من أسلافه، كالسلطان أورخان الأول، تزوجوا بأميرات بيزنطيات. ولم يكن السلطان هو الوحيد الذي حمل لقب القيصر في أيامه، إذ أن إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة في أوروبا الغربية، "فريدريش الثالث"، قال آنذاك بأنه يتحدر مباشرة من شارلمان، الذي حصل على لقب "قيصر" عندما توّجه البابا "ليو الثالث" عام 800، على الرغم من عدم اعتراف الإمبراطورية البيزنطية بهذا الأمر عندئذ.
وكان السلطان قد أمر بحبس الصدر الأعظم "خليل جندرلي باشا"، الذي اتهم أثناء حصار القسطنطينية بالتعامل مع العدو أو تلقيه رشوة منهم لفضح تحركات الجيش العثماني، فحُبس لمدة أربعين يومًا وسُملت عيناه، ثم حُكم عليه بالإعدام فأعدم.[61] تُفيد بعض المصادر أن السلطان محمد الفاتح قصد الموقع الذي بُنيت فيه مدينة طروادة في قديم الزمان، بعد 10 سنوات من فتح القسطنطينية، حيث قال أنه انتقم للطرواديين أخيراً، بعد أن قضى على الإغريق، أي البيزنطينين، وغزاهم كما غزوا طروادة.[62] يروي المؤرخ البريطاني "ستيفن رونسيمان" قصة منقولة عن المؤرخ البيزنطي "دوكاس"، المعروف بإضفائه النكهة الدرامية والمواصفات المؤثرة على كتاباته،[63] أنه عندما دخل محمد الثاني القسطنطينية، أمر بإحضار الابن الوسيم للدوق الأكبر "لوكاس نوتاراس" البالغ من العمر 14 ربيعًا، ليُشبع معه شهوته، وعندما رفض الأب تسليم ولده إلى السلطان، أمر الأخير بقطع رأس كليهما حيث وقفا.[64] يروي عالم اللاهوت ورئيس أساقفة ميتيليني "ليونارد الصاقيزي" نفس القصة في رسالة أرسلها إلى البابا نيقولا الخامس.[65] يرى المؤرخون المعتدلون والمؤرخون المسلمون، أن هذه الرواية عارية عن الصحة، وأن سببها كان الصدمة العنيفة التي تعرض لها العالم الأوروبي المسيحي عند سقوط المدينة المقدسة بيد المسلمين، حيث بذل الشعراء والأدباء ما في وسعهم لتأجيج نار الحقد وبراكين الغضب في نفوس النصارى ضد المسلمين، وعقد الأمراء والملوك اجتماعات طويلة ومستمرة وتنادوا إلى نبذ الخلافات والحزازات والتوحد ضد العثمانيين. وكان البابا نيقولا الخامس أشد الناس تأثراً بنبأ سقوط القسطنطينية، وعمل جهده وصرف وقته في توحيد الدول الإيطالية وتشجيعها على قتال المسلمين، وترأس مؤتمرًا عُقد في روما، أعلنت فيه الدول المشاركة عزمها على التعاون فيما بينها وتوجيه جميع جهودها وقوتها ضد العدو المشترك. وأوشك هذا الحلف أن يتحقق إلا أن الموت عاجل البابا في 25 مارس سنة 1455، فلم تتم أي من هذه الخطط ،[66] يقول الباحث جمال الدين فالح الكيلاني: "يكاد يُجمع المؤرخين أنه بفتح القسطنطينية تنتهي العصور الوسطى الأوروبية وندخل في العصور الحديثة، حيث تنبهوا لأهمية تحول المدينة إلى إسلامية، حيث شكلت أكبر خطر على أوروبا طوال الفترة اللاحقة"[67].
الفتوحات التالية
فتح بلاد موره ومحاربة المجر
بعد إتمامه لترتيباته وبناء ما هُدم من أسوار القسطنطينية وتحصينها، أمر السلطان ببناء مسجد بالقرب من قبر أبي أيوب الأنصاري، جرت العادة فيما بعد أن يتقلد كل سلطان جديد سيف عثمان الغازي الأول في هذا المسجد،[69] ثم سافر بجنوده لفتح بلاد جديدة، فقصد بلاد موره، لكن لم ينتظر أميراها "دمتريوس" و"توماس"، أخوا قسطنطين، قدومه، بل أرسلا إليه يُخبرانه بقبولهما دفع جزية سنوية قدرها إثنا عشر ألف دوكا. فقبل السلطان ذلك، وغيّر وجهته قاصدًا بلاد الصرب، فأتى "هونياد" الشجاع المجري، الملقب "بالفارس الأبيض"،[70] وردّ عن الصرب مقدمة الجيوش العثمانية،[68] إلا أن الصرب لم يرغبوا في مساعدة المجر لهم لاختلاف مذهبهم، حيث كان المجر كاثوليكيين تابعين لبابا روما، والصرب أرثوذكسيين لا يذعنون لسلطة البابا بل كانوا يفضلون تسلط المسلمين عليهم لما رأوه من عدم تعرضهم للدين مطلقًا. ولذلك أبرم أمير الصرب الصلح مع السلطان محمد الثاني على أن يدفع له سنويًا ثمانين ألف دوكا، وذلك في سنة 1454.[69]
وفي السنة التالية أعاد السلطان الكرّة على الصرب من جديد، بجيش مؤلف من خمسين ألف مقاتل وثلاثمائة مدفع، ومر بجيوشه من جنوب تلك البلاد إلى شمالها بدون أن يلقى أقل معارضة حتى وصل مدينة بلغراد الواقعة على نهر الدانوب وحاصرها من جهة البر والنهر. وكان هونياد المجري دخل المدينة قبل إتمام الحصار عليها ودافع عنها دفاع الأبطال حتى يئس السلطان من فتحها ورفع عنها الحصار سنة 1455. لكن وإن لم يتمكن العثمانيون من فتح عاصمة الصرب إلا أنهم أصابوا هونياد بجراح بليغة توفي بسببها بعد رفع الحصار عن المدينة بنحو عشرين يومًا. ولما علم السلطان بموته أرسل الصدر الأعظم "محمود باشا" لإتمام فتح بلاد الصرب فأتمّ فتحها من سنة 1458 إلى سنة 1460.[69]
وفي هذه الأثناء تمّ فتح بلاد موره. ففي سنة 1458 فتح السلطان مدينة "كورنته" وما جاورها من بلاد اليونان حتى جرّد "طوماس باليولوج" أخا قسطنطين من جميع بلاده ولم يترك إقليم موره لأخيه دمتريوس إلا بشرط دفع الجزية. وبمجرّد ما رجع السلطان بجيوشه ثار طوماس وحارب الأتراك وأخاه معاً، فاستنجد دمتريوس بالسلطان فرجع بجيش عرمرم ولم يعد حتى تمّ فتح إقليم موره سنة 1460 فهرب طوماس إلى إيطاليا، ونُفي دمتريوس في إحدى جزر الأرخبيل. وفي ذلك الوقت فُتحت جزر تاسوس والبروس وغيرها من جزر بحر الروم.[69][71]
توحيد الأناضول
وبعد عودة السلطان من بلاد اليونان أبرم صلحًا مع إسكندر بك وترك له إقليما ألبانيا وإيبيروس، ثم حوّل أنظاره إلى آسيا الصغرى ليفتح ما بقي منها، فسار بجيشه دون أن يُعلم أحدًا بوجهته في أوائل سنة 1461، فهاجم أولاً ميناء بلدة أماستريس، وكانت مركز تجارة أهالي جنوة النازلين بهذه الأصقاع.[69] ولكون سكانها تجّارًا يُحافظون على أموالهم ولا يهمهم دين أو جنسية متبوعهم ما دام غير متعرّض لأموالهم ولا أرواحهم، فتحوا أبواب المدينة ودخلها العثمانيون بغير حرب. ثم أرسل إلى "اسفنديار" أمير مدينة سينوب يطلب منه تسليم بلده والخضوع له. ولأجل تعزيز هذا الطلب أرسل أحد قوّاده ومعه عدد عظيم من المراكب لحصار الميناء، فسلمها إليه الأمير وأقطعه السلطان أراض واسعة بأقليم "بيثينيا" مكافأة له على خضوعه. ثم قصد بنفسه مدينة طرابزون ودخلها دون مقاومة شديدة وقبض على الملك وأولاده وزوجته وأرسلهم إلى القسطنطينية.[69]
محاربة أمير الفلاخ
ما أن عاد السلطان إلى القسطنطينية حتى جهز جيشًا لمحاربة أمير الفلاخ المدعو "فلاد دراكول الثالث المخوزق"، لمعاقبته على ما ارتكبه من الفظائع مع أهالي بلاده والتعدّي على التجار العثمانيين النازلين بها. فلمّا قرب منها، أرسل إليه هذا الأمير وفدا يعرض على السلطان دفع جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوكا بشرط أن يُصادق على جميع الشروط الواردة بالمعاهدة التي أبرمت في سنة 1393 بين أمير الفلاخ آنذاك والسلطان بايزيد الأول، فقبل السلطان محمد الثاني هذا الاقتراح وعاد بجيوشه. ولم يقصد أمير الفلاخ بهذه المعاهدة إلا التمكن من الاتحاد مع ملك المجر "متياس كورفينوس" ومحاربة العثمانيين.[74] فلمّا علم السلطان باتحادهما أرسل إليه مندوبين يسألانه عن الحقيقة، فقبض عليهما وقتلهما بوضعهما على عمود محدد من الخشب، الذي يُعرف بالخازوق.[75] وأغار بعدها على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية وعاث فيها فسادًا، ورجع بخمسة وعشرين ألف أسير، فأرسل إليه السلطان رسلاً يدعونه إلى الطاعة وإخلاء سبيل الأسرى، فلمّا مثل الرسل أمامه أمرهم برفع عمائمهم لتعظيمه، وعند إبائهم طلبه لمخالفته لعوائدهم، أمر بأن تُسمّر عمائمهم على رؤسهم بمسامير من حديد.[76]
فلمّا وصلت هذه الأخبار إلى السلطان محمد استشاط غضباً وسار على الفور بحوالي 60,000 جندي نظامي و30,000 غير نظامي،[77] فوصل بسرعة إلى مدينة "بوخارست"، عاصمة الأمير، بعد أن هزمه وفرّق جيوشه، لكنه لم يتمكن من القبض عليه لمجازاته على ما اقترفه بحق العثمانيين والبلغار، لهروبه والتجائه إلى ملك المجر، فنادى السلطان بعزله ونصب مكانه أخاه "راؤول" لثقته به بما أنه تربّى في حضانة السلطان منذ نعومة أظفاره، وبذا ضُمّت بلاد الفلاخ إلى الدولة العثمانية. ويُقال أنه عند وصول السلطان محمد إلى ضواحي بوخارست، وجد حول المدينة غابة من الخوازيق التي عُلّقت عليها جثث الأسرى الذين أتى بهم أمير الفلاخ من بلاد بلغاريا، وقتلهم عن آخرهم بما فيهم الأطفال والنساء، وكذلك الجنود العثمانيين الذين كان قد قبض عليهم إثر مناوشة ليلية، وكان عددهم جميعا عشرين ألفاً.[76][78]
فتح البوسنة والعداء مع البندقية
في سنة 1462، حارب السلطان بلاد البوسنة لامتناع أميرها "استيفان توماسفيتش" عن دفع الخراج،[79] وأسره بعد معركة هو وولده وأمر بقتلهما، فدانت له جميع بلاد البشناق. وأرسل فرمانا إلى الفرنسيسكان من سكان تلك البلاد يُطمئنهم بعدم تعرّض أي منهم للاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينية، فقال:[80][81]
"
أنا السلطان محمد خان الفاتح،
أعلن للعالم أجمع أن،
أهل البوسنة الفرنسيسكان قد مُنحوا بموجب هذا الفرمان السلطاني حماية جلالتي. ونحن نأمر بأن:
لا يتعرض أحد لهؤلاء الناس ولا لكنائسهم وصلبهم !
وبأنهم سيعيشون بسلام في دولتي.
وبأن أولئك الذين هجروا ديارهم منهم، سيحظون بالأمان والحرية.
وسيُسمح لهم بالعودة إلى أديرتهم الواقعة ضمن حدود دولتنا العليّة.
لا أحد من دولتنا سواء كان نبيلاً، وزيرا، رجل دين، أو من خدمنا سيتعرض لهم في شرفهم وفي أنفسهم !
لا أحد سوف يهدد، أو يتعرض لهؤلاء الناس في أنفسهم، ممتلكاتهم، وكنائسهم !
وسيحظى كل ما أحضروه معهم من متاع من بلادهم بنفس الحماية...
وبإعلان هذا الفرمان، أقسم بالله العظيم
الذي خلق الأرض في ستة أيام ورفع السماء بلا عمد، وبسيدنا محمد عبده ورسوله، وجميع الأنبياء والصالحين أجمعين، بأنه؛ لن نسمح بأن يُخالف أي من أفراد رعيتنا أمر هذا الفرمان !"
وفي سنة 1464، أراد "متياس كورفينوس" ملك المجر استخلاص البوسنة من العثمانيين، فهُزم بعد أن قُتل معظم جيشه، وكانت عاقبة تدخله أن جُعلت البوسنة ولاية كباقي ولايات الدولة، وسُلبت ما كان مُنح لها من الامتيازات،[76] ودخل في جيش الإنكشارية ثلاثون ألفاً من شبانها وأسلم أغلب أشراف أهاليها.[82]
هذا وكانت قد ابتدأت حركات العدوان في سنة 1463 بين العثمانيين والبنادقة بسبب هروب أحد الرقيق إلى "كورون" التابعة للبندقية، وامتناعهم عن تسليمه بحجة أنه اعتنق المسيحية دينًا. فاتخذ العثمانيون ذلك سببًا للاستيلاء على مدينة آرغوس وغيرها.[83] فاستنجد البنادقة بحكومتهم، فأرسلت إليهم عدداً من السفن محملة بالجنود، وأنزلتهم إلى بلاد موره، فثار سكانها وقاتلوا الجنود العثمانيين المحافظين على بلادهم وأقاموا ما كان قد تهدم من سور برزخ كورون لمنع وصول المدد من الدولة العثمانية، وحاصروا المدينة نفسها واستخلصوا مدينة آرغوس من الأتراك. لكن لما علموا بقدوم السلطان مع جيش يبلغ عدده ثمانين ألف مقاتل، تركوا البرزخ راجعين على أعقابهم، فدخل العثمانيون بلاد موره بدون معارضة كبيرة واسترجعوا كل ما أخذوه وأرجعوا السكينة إلى البلاد. وفي السنة التالية أعاد البنادقة الكرّة على بلاد موره دون فائدة.[83]
وبعد ذلك حاول البابا "بيوس الثاني" بكل ما أوتي من مهارة وقدرة سياسية تركيز جهوده في ناحيتين اثنتين: حاول أولاً أن يقنع الأتراك باعتناق الدين المسيحي، ولم يقم بإرسال بعثات تبشيرية لذلك الغرض وانما اقتصر على إرسال خطاب إلى السلطان محمد الفاتح يطلب منه أن يعتنق المسيحية، كما اعتنقها قبله قسطنطين الأول وكلوفيس ووعده بأنه سيكفر عنه خطاياه إن هو اعتنق المسيحية مخلصًا، ووعده بمنحه بركته واحتضانه ومنحه صكًا بدخول الجنة. ولما فشل البابا في خطته هذه لجأ إلى الخطة الثانية، خطة التهديد والوعيد واستعمال القوة، فحاول تأجيج الحقد الصليبي في نفوس النصارى شعوبًا وملوكًا، قادة وجنودًا، واستعدت بعض الدول لتحقيق فكرة البابا الهادفة للقضاء على العثمانيين، ولكن لما حان وقت النفير اعتذرت دول أوروبا بسبب متاعبها الداخلية المختلفة.[84] وعالج المنون البابا بعد هذا بفترة قصيرة، إلا أن تحريضاته كانت قد أثرت في إسكندر بك الألباني، فحارب الجنود العثمانيين وحصل بينهما عدّة وقائع أريقت فيها كثير من الدماء، وكانت الحرب فيها سجالاً. وفي سنة 1467 توفي إسكندر بك بعد أن حارب الدولة العثمانية 25 سنة دون أن تتمكن من قمعه.[83]
ثمّ بعد هدنة استمرت سنة واحدة، عادت الحروب بين العثمانيين والبنادقة وكانت نتيجتها أن فتح العثمانيون جزيرة "نجر بونت"، وتُسمى في كتب الترك "أغريبوس"، وتُعرف حاليًا باسم "إيبويا"، وهي مركز مستعمرات البنادقة في جزر الروم، وتمّ فتحها في سنة 1470.[83]
فتح إمارة قرمان ومحاربة المغول
بعد أن ساد الأمن في أنحاء أوروبا، حوّل السلطان أنظاره إلى بلاد القرمان بآسيا الصغرى ووجد سبيلا سهلا للتدخل، وهو أن أميرها المدعو "إبراهيم" أوصى بعد موته بالحكم إلى أحد أولاده واسمه الأمير إسحق، ولكونه كان لديه إخوة لأب أكبر منه سنا، يرغب كل منهم بالحكم بطبيعة الأمر، تدخل السلطان محمد الثاني وحارب إسحق وهزمه وولى محله أكبر إخوته، وعاد إلى أوروبا لمحاربة اسكندر بك، الذي كان ما زال على قيد الحياة آنذاك، فانتهز الأمير إسحق غياب السلطان وعاود الكرّة على قونية، عاصمة القرمان، لاسترداد ما أوصى به إليه أبوه من البلاد، فرجع إليه السلطان وقهره. وليستريح باله من هذه الجهة أيضا، ضمّ إمارة قرمان إلى بلاده وغضب على وزيره "محمود باشا" الذي عارضه في هذا الأمر.[83]
وبعد ذلك بقليل زحف "أوزون حسن"، سلطان دولة الخروف الأبيض (بالتركية العثمانية: آق قوینلو؛ بالتركية: Akkoyunlu)، وهو أحد خلفاء تيمورلنك، الذي كان سلطانه ممتدا على كافة البلاد والأقاليم الواقعة بين نهري جيحون والفرات، وفتح مدينة "توقات" عنوة ونهب أهلها.[85] فأخذ السلطان في تجهيز جيش جرّار وأرسل لأولاده "داوود باشا" بكلر بك الأناضول، و"مصطفى باشا" حاكم القرمان، يأمرهما بالمسير لمحاربة العدوّ، فسارا بجيوشهما إليه وقابلا جيش "أوزون حسن" على حدود إقليم الحميد، وهزماه شر هزيمة في معركة بالقرب من مدينة "إرزينجان" سنة 1471. وبعدها، في أواخر صيف عام 1473، سار إليه السلطان نفسه ومعه مائة ألف جندي وأجهز على ما بقي معه من الجنود بالقرب من مدينة "گنجه"،[86] ولم يعد "أوزون حسن" لمحاربة الدولة العثمانية بعد ذلك، إذ أن هذه المعركة كانت قد قضت على سلطة دولته، ولم يعد للعثمانيين من عدو لجهة الشرق، حتى بروز الشاه "إسماعيل الصفوي" والدولة الصفوية في وقت لاحق.[87] وفي هذه الأثناء كانت الحرب متقطعة بين العثمانيين والبنادقة الذين استعانوا ببابا روما وأمير نابولي، وكان النصر فيها دائماً للعثمانيين، ولم يتمكن البنادقة من استرجاع شيء مما أخذ منهم.
محاربة البغدان وإنهاء الصراع مع البنادقة
في سنة 1475 أراد السلطان فتح بلاد البغدان، وهي المنطقة الشرقية من رومانيا المتاخمة لحدود روسيا والمعروفة أيضاً باسم "مولدوفا"، فأرسل إليها جيشاً بعد أن عرض دفع الجزية على أميرها المسمى "أسطفان الرابع" ولم يقبل. وقعت معركة عنيفة بين الطرفين بتاريخ 10 يناير من نفس العام عُرفت بمعركة "فاسلوي"، كنية بالمدينة القريبة من الموقع. وصل عدد الجنود العثمانيين إلى 120,000 جندي، بينما بلغ عدد الجنود البغدان 40,000 جندي، بالإضافة إلى بعض القوات المتحالفة الأصغر حجما وبعض المرتزقة.[88] وبعد قتال عنيف قُتل فيه جنود كثر من الجيشين المتحاربين، انهزم الجيش العثماني وعاد دون فتح شيء من هذا الإقليم. ويذكر المؤرخون أن "أسطفان الرابع" قال أن هذه الهزيمة التي لحقت بالعثمانيين "هي أعظم هزيمة حققها الصليب على الإسلام".[89] وقالت الأميرة "مارا" التي كانت زوجةً للسلطان مراد الثاني، والد الفاتح، سابقاً، لمبعوث بندقي أن هذه الهزيمة هي أفظع الهزائم التي تعرّض لها العثمانيون في التاريخ.[90] وبذلك اشتهر "أسطفان الرابع" أمير البغدان بمقاومة العثمانيين، فخلع عليه البابا "سيكستوس الرابع" لقب "بطل المسيح" (باللاتينية: Athleta Christi) و"الحامي الحقيقي للديانة المسيحية" (باللاتينية: Verus christiane fidei aletha).[91]
ولما بلغ خبر هذه الهزيمة آذان السلطان عزم على فتح بلاد القرم حتى يستعين بفرسانها المشهورين في القتال على محاربة البغدان.[92] وكان لجمهورية جنوة مستعمرة في شبه جزيرة القرم، هي مدينة "كافا"، فأرسل السلطان إليها أسطولا بحريّا، ففتحها بعد حصار ستة أيام، وبعدها سقطت جميع الأماكن التابعة لجمهورية جنوة. وبذلك صارت جميع شواطئ القرم تابعة للدولة العثمانية ولم يُقاومها التتار النازلون بها، ولذلك اكتفى السلطان بفرض الجزية عليها.وبعد ذلك فتح الأسطول العثماني ميناء آق كرمان ومنها أقلعت السفن الحربية إلى مصاب نهر الدانوب لإعادة الكرّة على بلاد البغدان، بينما كان السلطان يجتاز نهر الدانوب من جهة البر بجيش عظيم، فتقهقر أمامه جيش البغدان، على الرغم من صدّه لعدّة هجمات عثمانية بنيرانه،[93] لعدم إمكانية المحاربة في السهول، وتبعه الجيش العثماني حتى إذا أوغل خلفه في غابة كثيفة يجهل مفاوزها، انقض عليه الجيش البغداني، فاشتبك مع قوات الإنكشارية التي هزمته شر هزيمة، في معركة أطلق عليها اسم معركة الوادي الأبيض فانسحب "أسطفان الرابع" إلى أقصى شمال غربي بلاده، والبعض يقول أنه لجأ إلى المملكة البولندية، حيث أخذ يجمع جيشا جديدا.[94] ولم يستطع السلطان محمد فتح الحصون الرئيسية البغدانية بسبب المناوشات الصغيرة المستمرة التي تعرض لها الجيش العثماني من قبل الجنود البغدان، ولانتشار المجاعة ثم الطاعون بين أفراد الجيش، مما اضطر السلطان لأن يسحب قواته ويعود إلى القسطنطينية دون فتح البلاد.[95]
وفي سنة 1477 أغار السلطان على بلاد البنادقة ووصل إلى إقليم "فريولي" بعد أن مرّ بإقليميّ "كرواتيا" و"دالماسيا"، فخاف البنادقة على مدينتهم الأصلية وأبرموا الصلح معه تاركين له مدينة "كرويا"، التي كانت عاصمة "اسكندر بك" الشهير، فاحتلها السلطان ثم طلب منهم مدينة "إشقودره"، ولمّا رفضوا التنازل عنها إليه حاصرها وأطلق عليها مدافعه ستة أسابيع متوالية بدون أن يُضعف قوّة سكانها وشجاعتهم،[96] فتركها لفرصة أخرى وفتح ما كان حولها للبنادقة من البلاد والقلاع حتى صارت مدينة "إشقودره" منفصلة كليّا عن باقي بلاد البنادقة، وكان لا بد من فتحها بعد قليل لعدم إمكان وصول المدد إليها، ولذا فضّل البنادقة أن يبرموا صلحاً جديداً مع السلطان ويتنازلوا عن "إشقودره" مقابل بعض الامتيازات التجارية.[96] وتمّ الصلح بين الفريقين على ذلك وأمضيت به بينهما معاهدة في يوم 28 يناير سنة 1479م، الموافق 5 ذو القعدة سنة 883هـ، وكانت هذه أول خطوة خطتها الدولة العثمانية للتدخل في شؤون أوروبا، إذ كانت جمهورية البندقية حينذاك أهم دول أوروبا لا سيما في التجارة البحرية، وما كان يُعادلها في ذلك إلا جمهورية جنوة.
فتح جزر اليونان ومدينة أوترانت وحصار رودوس
بعد أن تم الصلح مع البنادقة، وُجهت الجيوش إلى بلاد المجر لفتح إقليم ترانسلفانيا، فقهرها "كينيس" كونت مدينة "تمسوار" بالقرب من مدينة "كرلسبرغ" في 13 أكتوبر سنة 1476، وقُتل في هذه الموقعة كثير من العثمانيين وارتكب المجر فظائع وحشية بعد الانتصار، فقتلوا جميع الأسرى ونصبوا موائدهم على جثثهم.[97] وفي سنة 1480 فُتحت جزر اليونان الواقعة بين بلاد اليونان وإيطاليا، وبعدها سار أمير البحر كدك أحمد باشا بمراكبه لفتح مدينة أوترانت بجنوب إيطاليا، التي كان عزم السلطان على فتحها جميعها. ويُقال أنه أقسم بأن يربط حصانه في كنيسة القديس بطرس بمدينة روما، مقر البابا، ففُتحت أوترانت عنوة في يوم 11 أغسطس سنة 1480م، الموافق 4 جمادى الثانية سنة 885هـ.[97]
وفي هذا الحين كان قد أرسل أسطولاً بحرياً آخر لفتح جزيرة رودوس، التي كانت مركز رهبنة القديس "يوحنا الأورشليمي"، وكان رئيسها آنذاك "بيير دو بوسون" الفرنسي الأصل، وكانت الحرب قائمة بينه وبين سلطان مصر وباي تونس، فاجتهد في إبرام الصلح معهما ليتفرغ لصدّ هجمات الجيوش العثمانية.[97] وكانت هذه الجزيرة محصنة تحصيناً منيعاً، وابتدأ العثمانيون حصارها في يوم 23 مايو سنة 1480م، الموافق 13 ربيع الأول سنة 885هـ، وظلّت المدافع تقذف عليها القنابل الحجرية تهدّم أسوارها، لكن كان يُصلح سكانها في الليل كل ما تخربه المدافع في النهار، ولذلك استمر حصارها ثلاثة أشهر حاول العثمانيون خلالها الاستيلاء على أهم قلاعها، واسمها قلعة القديس نيقولا، بدون جدوى.[97] وفي يوم 28 يوليو سنة 1480م، الموافق 20 جمادى الأولى سنة 885هـ، أمر القائد العام بالهجوم على القلعة ودخولها من الفتحة التي فتحتها المدافع في أسوارها، فهجمت عليها الجيوش وقاوم المدافعون بكل بسالة وإقدام. وبعد أخد وردّ، تقهقر العثمانيون بعد أن قُتل وجُرح منهم كثيرون، ورفع الباقون عنها الحصار.[97]
ترتيبات السلطان الداخلية
اهتمامه بالمدارس والمعاهد
كان السلطان محباً للعلم والعلماء، لذلك اهتم ببناء المدارس والمعاهد في جميع أرجاء دولته، وفاق أجداده في هذا المضمار، وبذل جهوداً كبيرة في نشر العلم وإنشاء دور التعليم، وأدخل بعض الإصلاحات في نظام التعليم وأشرف على تهذيب المناهج وتطويرها، وحرص على نشر المدارس والمعاهد في كافة المدن والقرى وأوقف عليها الأوقاف العظيمة.
وقام بتنظيم هذه المدارس وترتيبها على درجات ومراحل، ووضع لها المناهج، وحدد العلوم والمواد التي تُدرّس في كل مرحلة، ووضع لها نظام الامتحانات الدقيقة للانتقال للمرحلة التي تليها، وكان ربما يحضر امتحانات الطلبة ويزور المدارس ولا يأنف من سماع الدروس التي يلقيها الأساتذة، ولا يبخل بالعطاء للنابغين من الأساتذة والطلبة، وجعل التعليم في كافة مدارس الدولة بالمجان، وكانت المواد التي تدرس في تلك المدارس: التفسير والحديث والفقه والأدب والبلاغة وعلوم اللغة والهندسة، وأنشأ بجانب مسجده الذي بناه بالقسطنطينية ثمان مدارس على كل جانب من جوانب المسجد يتوسطها صحن فسيح، وفيها يقضي الطالب المرحلة الأخيرة من دراسته، وألحقت بهذه المدارس مساكن الطلبة ينامون فيها ويأكلون طعامهم ووضعت لهم منحة مالية شهرية، وأنشأ بجانبها مكتبة خاصة وكان يُشترط في الرجل الذي يتولى أمانة هذه المكتبة أن يكون من أهل العلم والتقوى متبحراً في أسماء الكتب والمؤلفين، وكانت مناهج المدارس تتضمن نظام التخصص، فكان للعلوم النقلية والنظرية قسم خاص وللعلوم التطبيقية قسم خاص أيضاً.
اهتمامه بالعلماء
قرّب العلماء ورفع قدرهم وشجعهم على العمل والإنتاج وبذل لهم الأموال ووسع لهم في العطايا والمنح والهدايا وكرّمهم غاية الإكرام، ولما هزم "أوزون حسن"، أمر السلطان بقتل جميع الأسرى إلا من كان من العلماء وأصحاب المعارف ليستفاد منهم.
كان من مكانة الشيخ "أحمد الكوراني" أنه كان يخاطب السلطان باسمه ولا ينحني له، ولا يقبل يده بل يصافحه مصافحة، وكان لا يأتي إلى السلطان إلا إذا أرسل إليه، وكان يقول له: "مطعمك حرام وملبسك حرام فعليك بالاحتياط". وكذلك بالنسبة للشيخ "آق شمس الدين" الذي درّس السلطان محمد الفاتح العلوم الأساسية في ذلك الزمن وهي القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه والعلوم الإسلامية واللغات العربية، والفارسية والتركية وكذلك في مجال العلوم العلمية من الرياضيات والفلك والتاريخ والحرب، وكان الشيخ آق ضمن العلماء الذين أشرفوا على السلطان محمد عندما تولى إمارة "أماسيا" ليتدرب على إدارة الولاية، وأصول الحكم. واستطاع الشيخ آق شمس الدين أن يقنع الأمير الصغير بأنه المقصود بالحديث النبوي: "لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".[98]
وكان الشيخ آق شمس الدين أول من ألقى خطبة الجمعة في مسجد آيا صوفيا.[99] وكان السلطان محمد الفاتح يحب شيخه شمس الدين حباً عظيماً، وكانت له مكانة كبيرة في نفسه وقد بين السلطان لمن حوله -بعد الفتح-: "إنكم ترونني فرحاً، فرحي ليس فقط لفتح هذه القلعة إن فرحي يتمثل في وجود شيخ عزيز الجانب، في عهدي، هو مؤدبي الشيخ آق شمس الدين". وعبّر السلطان عن مهابته لشيخه في حديث له مع وزيره "محمود باشا"، حيث قال: "إن احترامي للشيخ آق شمس الدين، احترام غير اختياري. إنني أشعر وأنا بجانبه بالانفعال والرهبة".[100]
اهتمامه بالشعراء والأدباء
كان شاعراً مجيداً مهتماً بالأدب عامة والشعر خاصة، وكان يصاحب الشعراء ويصطفيهم،[101] واستوزر الكثير منهم، وكان في بلاطه ثلاثون شاعراً يتناول كل منهم راتباً شهرياً قدره ألف درهم، وكان مع هذا ينكر على الشعراء التبذل والمجون والدعارة ويعاقب من يخرج عن الآداب بالسجن أو يطرده من بلاده. وكان الفاتح يكتب أشعاره باسم "عوني"، ويُعدّ أوّل شاعر سلطاني اتخذ لنفسه اسمًا مستعارًا. وللفاتح ديوان باللغة التركية معظمه في الغزل.[102]
اهتمامه بالترجمة
أتقن اللغة اليونانية وست لغات أخرى عندما كان بلغ من العمر 21 عاماً، أي في السنة التي فتح فيها القسطنطينية،[8][9] وأمر بنقل كثير من الآثار المكتوبة باليونانية واللاتينية والعربية والفارسية إلى اللغة التركية، ونقل إلى التركية كتاب التصريف في الطب للزهراوي، وعندما وجد كتاب بطليموس في الجغرافيا وخريطة له طلب من العالم الرومي "جورج أميروتزوس" وابنه أن يقوما بترجمته إلى العربية وإعادة رسم الخريطة باللغتين العربية واليونانية وكافأهما على هذا العمل بعطايا واسعة، وقام العلامة القوشجي بتأليف كتاب بالفارسية ونقله للعربية وأهداه للفاتح.
كما كان مهتماً باللغة العربية فقد طلب من المدرسين بالمدارس الثماني أن يجمعوا بين الكتب الستة في تدريسهم وبين علم اللغة كالصحاح.. ودعم الفاتح حركة الترجمة والتأليف لنشر المعارف بين رعاياه بالإكثار من نشر المكاتب العامة وأنشأ له في قصره خزانة خاصة احتوت على غرائب الكتب والعلوم، وكان بها اثنا عشر ألف مجلد عندما احترقت.
اهتمامه بالعمران والبناء والمستشفيات
كان السلطان محمد الفاتح مغرماً ببناء المعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة،[103] وأدخل المياه إلى المدينة بواسطة قناطر خاصة. شجع الوزراء وكبار رجال الدولة والأغنياء والأعيان على تشييد المباني وإنشاء الدكاكين والحمامات وغيرها من المباني التي تعطي المدن بهاء ورونقاً، واهتم بالعاصمة "إسلامبول" اهتماماً خاصاً، وكان حريصاً على أن يجعلها "أجمل عواصم العالم" و"حاضرة العلوم والفنون".
كثر العمران في عهد الفاتح وانتشر، واهتم بدور الشفاء، ووضع لها نظاماً مثالياً في غاية الروعة والدقة والجمال، فقد كان يعهد بكل دار من هذه الدور إلى طبيب – ثم زيد إلى اثنين – من حذاق الأطباء من أي جنس كان، يعاونهما كحال وجراح وصيدلي وجماعة من الخدم والبوابين، وكان يُشترط في جميع المشتغلين بالمستشفى أن يكونوا من ذوي القناعة والشفقة والإنسانية، ووجب على الأطباء أن يعودوا المرضى مرتين في اليوم، وأن لاتصرف الأدوية للمرضى إلا بعد التدقيق من إعدادها، وكان يشترط في طباخ المستشفى أن يكون عارفاً بطهي الأطعمة والأصناف التي توافق المرضى منها، وكان العلاج والأدوية في هذه المستشفيات بالمجان ويغشاها جميع الناس بدون تمييز بين أجناسهم وأديانهم.
ولعلّ أبرز أثار السلطان العمرانية هو قصر الباب العالي الذي أمر بالبدء ببنائه قرابة عقد الستينات من القرن الخامس عشر، إضافة إلى مسجده الذي حمل اسمه، وآيا صوفيا بطبيعة الحال التي أمر بتحويلها من كنيسة إلى مسجد.
الاهتمام بالتجارة والصناعة
اهتم السلطان محمد الفاتح بالتجارة الصناعة وعمل على إنعاشهما بجميع الوسائل والعوامل والأسباب.[103]
وكان العثمانيون على دراية واسعة بالأسواق العالمية، وبالطرق البحرية والبرية وطوروا الطرق القديمة، وأنشؤوا الجسور الجديدة مما سهل حركة التجارة في جميع أجزاء الدولة، واضطرت الدول الأجنبية لمسايسة الدولة العثمانية ليمارس رعاياها حرفة التجارة في الموانئ المهمة العديدة في ظل الراية العثمانية. كان من أثر السياسة العامة للدولة في مجال التجارة والصناعة أن عم الرخاء وساد اليسر والرفاهية في جميع أرجاء الدولة، وأصبحت للدولة عملتها الذهبية المتميزة، ولم تهمل الدولة إنشاء دور الصناعة ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقامت القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية في البلاد.
الاهتمام بالتنظيمات الإدارية
عمل السلطان محمد الفاتح على تطوير دولته؛ ولذلك قنن قوانين حتى يستطيع أن ينظم شؤون الإدارة المحلية في دولته، وكانت تلك القوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية. وضع السلطان الفاتح أنظمة جديدة سار عليها من جاء بعده، فأطلق على الحكومة العثمانية اسم "الباب العالي" وجعل لها أربعة أركان، هم الصدر الأعظم وقاضي العسكر والدفتردار والنيشانجي.[104] شكل السلطان محمد لجنة من خيار العلماء لتشرف على وضع "قانون نامه" المستمد من الشريعة المذكورة وجعله أساساً لحكم دولته، وكان هذا القانون مكوناً من ثلاثة أبواب، يتعلق بمناصب الموظفين وببعض التقاليد وما يجب أن يتخذ من التشريفات والاحتفالات السلطانية وهو يقرر كذلك العقوبات والغرامات، ونص صراحة على جعل الدولة حكومة إسلامية قائمة على تفوق العنصر الإسلامي أياً كان أصله وجنسه، وقد استمرت المبادئ الأساسية لهذا القانون سارية المفعول في الدولة العثمانية حتى عام 1839م، الموافق لعام 1255هـ.[105]
اهتم محمد الفاتح بوضع القوانين التي تنظم علاقة السكان من غير المسلمين بالدولة ومع جيرانهم من المسلمين، ومع الدولة التي تحكمهم وترعاهم، وأشاع العدل بين رعيته، وجدّ في ملاحقة اللصوص وقطاع الطرق، وأجرى عليهم أحكام الإسلام، فاستتب الأمن وسادت الطمأنينة في ربوع الدولة العثمانية. وعندما كانت الدولة تعلن الجهاد وتدعوا أمراء الولايات وأمراء الألوية، كان عليهم أن يلبوا الدعوة ويشتركوا في الحرب بفرسان يجهزونهم تجهيزاً تاماً، وذلك حسب نسب مبينة، فكانوا يجهزون فارساً كامل السلاح قادراً على القتال عن كل خمسة آلاف آقجه من إيراد اقطاعه، فإذا كان إيراد إقطاعه خمسمائة ألف آقجة مثلاً كان عليه أن يشترك بمائة فارس، وكان جنود الإيالات مؤلفة من مشاة وفرسان، وكان المشاة تحت قيادة وإدارة باشوات الإيالات وبكوات الألوية. قام محمد الفاتح بحركة تطهير واسعة لكل الموظفين القدماء غير الأكفاء وجعل مكانهم الأكفاء، واتخذ الكفائة وحدها أساساً في اختيار رجاله ومعاونيه وولاته.
اهتمامه بالجيش والبحرية
تميز عصر السلطان محمد الفاتح بجانب قوة الجيش البشرية وتفوقه العددي، بإنشاءات عسكرية عديدة متنوعة،[103] فأقام دور الصناعة العسكرية لسد احتياجات الجيش من الملابس والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقام القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية، وكانت هناك تشكيلات متنوعة في تمام الدقة وحسن التنظيم من فرسان ومشاة ومدفعية وفرق مساعدة، تمد القوات المحاربة بما تحتاجه من وقود وغذاء وعلف للحيوان وإعداد صناديق الذخيرة حتى ميدان القتال.
كان هناك صنف من الجنود يسمى، "لغمجية" وظيفته الحفر للألغام وحفر الأنفاق تحت الأرض أثناء محاصرة القلعة المراد الاستيلاء عليها وكذلك السقاؤون كان عليهم تزويد الجنود بالماء. تطورت الجامعة العسكرية في زمن الفاتح وأصبحت تخرج الدفعات المتتالية من المهندسين والأطباء والبيطريين وعلماء الطبيعيات والمساحات، وكانت تمد الجيش بالفنيين المختصصين. استحق معه أن يعده المؤرخون مؤسس الأسطول البحري العثماني، ولقد استفاد من الدول التي وصلت إلى مستوى رفيع في صناعة الأساطيل مثل الجمهوريات الإيطالية وبخاصة البندقية وجنوة، أقوى الدول البحرية في ذلك الوقت.
اهتمامه بالعدل
إن إقامة العدل بين الناس كان من واجبات السلاطين العثمانيين، وكان السلطان محمد شأنه في ذلك شأن من سلف من آبائه – شديد الحرص على إجراء العدالة في أجزاء دولته، ولكي يتأكد من هذا الأمر كان يرسل بين الحين والحين إلى بعض رجال الدين من النصارى بالتجوال والتطواف في أنحاء الدولة، ويمنحهم مرسوماً مكتوباً يبين مهمتهم وسلطتهم المطلقة في التنقيب والتحري والاستقصاء لكي يطلعوا كيف تساس أمور الدولة وكيف يجري ميزان العدل بين الناس في المحاكم، وقد أعطى هؤلاء المبعوثون الحرية الكاملة في النقد وتسجيل ما يرون ثم يرفعون ذلك كله إلى السلطان.
كانت تقرير هؤلاء المبعوثين المسيحيين تشيد دائماً بحسن سير المحاكم وإجراء العدل بالحق والدقة بين الناس بدون محاباة أو تمييز، وكان السلطان الفاتح عند خروجه إلى الغزوات يتوقف في بعض الأقاليم وينصب خيامه ليجلس بنفسه للمظالم ويرفع إليه من شاء من الناس شكواه ومظلمته. اعتنى الفاتح بوجه خاص برجال القضاء الذين يتولون الحكم والفصل في أمور الناس، فلا يكفي في هؤلاء أن يكونوا من المتضلعين في الفقه والشريعة والاتصاف بالنزاهة والاستقامة وحسب بل لا بد إلى جانب ذلك أن يكونوا موضع محبة وتقدير بين الناس، وأن تتكفل الدولة بحوائجهم المادية حتى تسد طرق الإغراء والرشوة، فوسع لهم الفاتح في عيشهم كل التوسعة، وأحاط منصبهم بحالة مهيبة من الحرمة والقداسة والحماية. أما القاضي المرتشي فلم يكن له عند الفاتح من جزاء غير القتل.[106]
كان السلطان الفاتح - برغم اشتغاله بالجهاد والغزوات - إلا أنه كان يتتبع كل ما يجري في أرجاء دولته بيقظة واهتمام، وأعانه على ذلك ما حباه الله من ذكاء قوي وبصيرة نفاذة وذاكرة حافظة وجسم قوي، وكان كثيراً ما ينزل بالليل إلى الطرقات والدروب ليتعرف على أحوال الناس بنفسه ويستمع إلى شكاواتهم بنفسه، كما ساعده على معرفة أحوال الناس جهاز أمن الدولة الذي كان يجمع المعلومات والأخبار التي لها علاقة بالسلطنة وترفع إلى السلطان الذي كان يحرص على دوام المباشرة لأحوال الرعية، وتفقد أمورها والتماس الإحاطة بجوانب الخلل في أفرادها وجماعاتها.
زوجاته وأولاده
تزوج السلطان محمد الفاتح بعدد من النساء، كانت أولهن والدة ولي العهد، "أمينة گلبهار" أي "أمينة وردة الربيع"، وهي من الروم الأرثوذكس،[23] نبيلة الجذور من قرية "دوفيرا" في طرابزون،[23] توفيت عام 1492، وهي والدة السلطان بايزيد الثاني.
كذلك اتخذ السلطان زوجة من كل من "السلطانة گيفر"؛ "غولشان خاتون"؛ "ستّي مكرم خاتون"؛ "خاتون شيشك"؛ "هيلانة خاتون"، ابنة أحد الملوك الروم المتوفاة عام 1481، و"حنة خاتون" ابنة إمبراطور طرابزون، التي تزوجها السلطان لفترة قصيرة؛ و"خاتون أليكسياس"، إحدى الأميرات البيزنطيات. وكان للسلطان ابن أخر هو "جم" المعروف بالغرب باسم "زيزيم"، والذي توفي سنة 1495.
عقيدته ومذهبه
كان السلطان محمد الفاتح على عقيدة أهل السنة من الماتريدية،[107][108][109] حيث طلب السلطان محمد الفاتح من أستاذه الإمام المولى خضر بك الحنفي الماتريدي أن يكتب له عقيدة، فكتب له عقيدة اسمها (جواهر العقائد) وهي قصيدة نونية معروفة بـ (عجالة ليلة أو ليلتين) لقوله في أولها:
ألا أيها السلطان نظمي | عجالة ليلة أو ليلتين |
وهذه القصيدة منسوجة على مذهب الماتريدية، وهي مؤلفة من أزيد من مائة بيت من الشعر، كتبها له في ظرف ليلة أو ليلتين فقط.[110]
والسلطان محمد الفاتح كان حنفي المذهب الفقهي، صوفي المسلك،[107][111] أولى أتباع الطريقة النقشبندية بالغ اهتمامه؛ حينما كانوا يعيشون بعيداً عن مناطق حكمه، فقام بدعوة كبار شيوخهم من أمثال نور الدين عبد الرحمن الجامي وعبيد الله أحرار، وأمر بحمايتهم، وتولى رعايتهم ليعاونوه ضد التهديد الشيعي من جانب الإيرانيين، والحد من نشر عقائدهم بين الترك أهل السنة.[112]
وفاته وذكراه
قاد السلطان حملة لم يحدد وجهتها، لأنه كان شديد الحرص على عدم كشف مخططاته العسكرية حتى لأقرب وأعز قواده. وقد قال في هذا الصدد عندما سئل مرة: "لو عرفته شعرة من لحيتي لقلعتها"،[102] لكن المؤرخون يخمنون بأنها كانت إلى إيطاليا. عرض أهل البندقية على طبيبه الخاص "يعقوب باشا" أن يقوم هو باغتياله، ولم يكن يعقوب مسلما عند الولادة فقد ولد بإيطاليا، وقد ادعى الهداية، وأسلم. بدأ يعقوب يدس السم تدريجيا للسلطان، ولكن عندما علم بأمر الحملة زاد جرعة السم. وتوفى السلطان في يوم 3 مايو عام 1481م، الموافق 4 ربيع الأول سنة 886هـ عن ثلاث وخمسين سنة،[103] ومدة حكمه 31 عاما، قضاها في حروب متواصلة للفتح وتقوية الدولة وتعميرها، وأتم في خلالها مقاصد أجداده، ففتح القسطنطينية وجميع ممالك وأقاليم آسيا الصغرى والصرب والبشناق وألبانيا، وحقق كثيرا من المنجزات الإدارية الداخلية التي سارت بدولته على درب الازدهار ومهدت الطريق أمام السلاطين اللاحقين ليركزوا على توسيع الدولة وفتح أقاليم جديدة. ومن مآثره أيضا وضعه أول مبادئ القانون المدني وقانون العقوبات، فأبدل العقوبات البدنية، أي العين بالعين والسنّ بالسنّ، وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني لاحقا.[113]
وقد انفضح أمر يعقوب فيما بعد، فأعدمه حرس السلطان. وهناك اعتقاد أخر ينص على أن من دفع يعقوب ليدس السم للسلطان كان ابنه بايزيد الثاني رغبة منه بتولي العرش.[114] وصل خبر موت السلطان إلى البندقية بعد 16 يوما، جاء الخبر في رسالة البريد السياسي إلى سفارة البندقية في القسطنطينية، واحتوت الرسالة على هذه الجملة "لقد مات العقاب الكبير". انتشر الخبر في البندقية ثم إلى باقي أوروبا، وراحت الكنائس في أوروبا تدق أجراسها لمدة ثلاثة أيام بأمر من البابا.[115]
دُفن السلطان في المدفن المخصوص الذي أنشأه في أحد الجوامع التي أسسها في الأستانة، وترك ورائه سمعة مهيبة في العالمين الإسلامي والمسيحي. وقد أنشأ جسراً معلقاً بين طرفي إسطنبول في القرن العشرين وأطلق عليه اسم "جسر السلطان محمد الفاتح"، كما تمّ تمثيل السلطان في عدد من الكتب وأنشأ مسلسل تلفزيوني يحمل اسمه، وفيلم طُرح في عام 2012 تحت اسم فتح 1453 يحكي قصة الفتح منذ وصول السلطان للسلطة لغاية فتح القسطنطينية[116]، وظهرت صورته على خلفية العملة الورقية التركية من فئة الألف ليرة والتي وضعت بالتداول من عام 1986 حتى عام 1992.[117]
محاولات تشويه صورته
حاول الغرب قديماً وحديثاً تشويه صورته، ففي عام 2014 أنتجت الولايات المتحدة(هوليود) وإيرلندا فيلم دراكولا أنتولد بميزانية ضخمة، مصوراً الفيلم حياة الخليفة العثماني محمد الفاتح على أنه شرير يخطف الأولاد من القرى ليضعهم في جيشه، ويصور الفتوحات الإسلامية على أنها فتوحات ظالمة شريرة مزوراً التاريخ.
انظر أيضا
شجرة العائلة العثمانية.
مصادر
↑ أب Babinger, Franz, (2003)Timeand Fatih Sultan Mehmed, Istanbul: Capricorn Publishing, ISBN 975-329-417-4, p.30
^ Babinger, Franz ages. 347
^ "Dates of Epoch-Making Events", The Nuttall Encyclopaedia. (Gutenberg version) نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2004 على موقع واي باك مشين.
^ Related to the Mahomet archaisms used for Mohammad. See Medieval Christian view of Muhammad for more information.
^ İDARİ DÜZENLEMELER: Fatih Sultan Mehmed, klasik manada Osmanlı devletinin idari kurucusu sayılabilir. نسخة محفوظة 20 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
^ المصوّر في التاريخ، الجزء السادس، تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة التاسعة، تشرين الثاني/نوفمبر 1992؛ النتائج التي ترتبت على سقوط القسطنطينية، صفحة 124
^ Oxford Dictionary of Turkce 2e, Oxford University Press, 2003, "Middle Ages" article
↑ أب Norwich، John Julius (1995). Byzantium:The Decline and Fall. New York: Alfred A. Knopf. صفحات 413–416. ISBN 0-679-41650-1. الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الرقم المعياري=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|وصلة المؤلف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة).mw-parser-output cite.citationfont-style:inherit.mw-parser-output .citation qquotes:"""""""'""'".mw-parser-output .citation .cs1-lock-free abackground:url("//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/65/Lock-green.svg/9px-Lock-green.svg.png")no-repeat;background-position:right .1em center.mw-parser-output .citation .cs1-lock-limited a,.mw-parser-output .citation .cs1-lock-registration abackground:url("//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Lock-gray-alt-2.svg/9px-Lock-gray-alt-2.svg.png")no-repeat;background-position:right .1em center.mw-parser-output .citation .cs1-lock-subscription abackground:url("//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/aa/Lock-red-alt-2.svg/9px-Lock-red-alt-2.svg.png")no-repeat;background-position:right .1em center.mw-parser-output .cs1-subscription,.mw-parser-output .cs1-registrationcolor:#555.mw-parser-output .cs1-subscription span,.mw-parser-output .cs1-registration spanborder-bottom:1px dotted;cursor:help.mw-parser-output .cs1-ws-icon abackground:url("//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/4c/Wikisource-logo.svg/12px-Wikisource-logo.svg.png")no-repeat;background-position:right .1em center.mw-parser-output code.cs1-codecolor:inherit;background:inherit;border:inherit;padding:inherit.mw-parser-output .cs1-hidden-errordisplay:none;font-size:100%.mw-parser-output .cs1-visible-errorfont-size:100%.mw-parser-output .cs1-maintdisplay:none;color:#33aa33;margin-left:0.3em.mw-parser-output .cs1-subscription,.mw-parser-output .cs1-registration,.mw-parser-output .cs1-formatfont-size:95%.mw-parser-output .cs1-kern-left,.mw-parser-output .cs1-kern-wl-leftpadding-left:0.2em.mw-parser-output .cs1-kern-right,.mw-parser-output .cs1-kern-wl-rightpadding-right:0.2em
↑ أب Runciman، Steven (1965). The Fall of Constantinople: 1453. London: Cambridge University Press. صفحة 56. ISBN 0-521-39832-0. الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الرقم المعياري=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|وصلة المؤلف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة)
^ شرح حديث فتح القسطنطينية وروما، فتاوى إسلام ويب نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^ فتح القسطنطينية والمذهب الماتريدي والأشعري، فتاوى إسلام ويب نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^ رواه البخاري في التاريخ الكبير عن بشر الغنوي، 2/81. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب عن بشر الغنوي، 1/250.
^ "Fatih Sultan Mehmed". الوسيط|ilk=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|son=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|erişimyılı=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|erişimtarihi=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المسار=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|tarih=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|yayımcı=
تم تجاهله (مساعدة)
^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 160 ISBN 9953-18-084-9
↑ أبت الفتوح الإسلامية عبر العصور، د. عبد العزيز العمري، صفحة 358-359
^ الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية، صفحة 52 نقلاً عن تاريخ الدولة العثمانية، صفحة 43.
^ تاريخ الدولة العثمانية، د.علي حسون، صفحة 43.
^ İnalcık, Halil (1995)IFatih Period on Tests and Vesika s.56-57
^ "> Babinger, Franz's.40 age-41
↑ أب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 157 ISBN 9953-18-084-9
↑ أب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 158 ISBN 9953-18-084-9
^ شاكر، محمود (2000). التاريخ الإسلامي، العهد العثماني، المجلد الثامن. المكتب الإسلامي. ص 82
↑ أبتث The Nature of the Early Ottoman State, Heath W. Lowry, State University of New York Press (SUNY Press), p.153
^ Babinger, Franz a.g 'ep.62
^ Babinger, Franz's.67 age
^ Wedding portrait نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ Babinger, Franz's.68 age
^ Babinger, Franz age'p.69
^ Barletius, Noli 1947, etc
^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 158 - 159 ISBN 9953-18-084-9
^ Kinross, Lord,'s.93 age
^ Atilla Şahiner (2008). "Osmanlı Tarihi". Lacivert Yayınları. صفحات s. 80. الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة)
^ Babinger, Franz's.73-74 age
↑ أبتثجحخ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 160 - 161 ISBN 9953-18-084-9
^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 145 ISBN 9953-18-084-9
↑ أب سلاطين آل عثمان، صفحة 26.
↑ أب Silburn, P. A. B. (1912).
^ الفتوح الإسلامية عبر العصور، د. عبد العزيز العمري، صفحة 361.
^ محمد الفاتح، صفحة 90، سالم الرشيدي.
^ تاريخ سلاطين آل عثمان، صفحة 58.
^ فتح القسطنطينية، محمد صفوت، صفحة 69.
↑ أب المصوّر في التاريخ، الجزء السادس، تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، بيروت، الحرب بين السلطان والإمبراطور، صفحة: 123.
^ محمد الفاتح، صفحة 89، سالم الرشيدي.
^ أطلس التاريخ الحديث. صفحة 69
^ سلاطين آل عثمان، صفحة 24-25.
^ أطلس التاريخ الحديث.صفحة69.اعداد:د.سيف الدين الكاتب، طبعة 2008 ISBN 9953-61-129-7
^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 162 ISBN 9953-18-084-9
^ محمد الفاتح، صفحة 98؛ العثمانيون والبلقان، صفحة 89.
^ العثمانيون والبلقان، د.علي حسون، صفحة 92.
^ محمد الفاتح، سالم الرشيدي، صفحة 120.
^ السلطان محمد الفاتح، عبد السلام فهمي، صفحة 100.
^ الفتوح الإسلامية عبر العصور، د. عبد العزيز العمري، صفحة 370.
^ السلطان محمد الفاتح، عبد السلام فهمي، صفحة 102.
^ تاريخ الدولة العثمانية، يلماز أوزنتونا، صفحة 135.
^ محمد الفاتح للرشيدي، صفحة 119.
^ محمد الفاتح، عبد السلام فهمي، صفحة 116.
^ الفتوح الإسلامية عبر العصور، د. عبد العزيز العمري، صفحة 376.
↑ أبت محمد الفاتح، صفحة 139.
↑ أبت تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 164 ISBN 9953-18-084-9
^ الفتوح الإسلامية عبر العصور، د. عبد العزيز العمري، صفحة 384.
^ Babinger, Franz's.103 age
^ TURKS :: Ottomans[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 10 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.
^ Crowley، Roger (2006). Constantinople: The Last Great Siege, 1453. Oxford: A.P.R.I.L. Publishing. الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة)
^ Steven Runciman, The Fall of Constantinople 1453. Cambridge University Press, 1965.
^ J.R. Melville Jones, trans., "The Siege of Constantinople 1453: Seven Contemporary Accounts"
^ السلطان محمد الفاتح، صفحة 136-137.
^ تاريخ الدولة العثمانية رجال وحوادث، جمال الدين الكيلاني، دار المصطفى القاهرة، 2010، ص 142
↑ أب "János Hunyadi". موسوعة بريتانيكا. 2010.
↑ أبتثجح تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 168 ISBN 9953-18-084-9
^ White Knight (Clear waters rising: a mountain walk across Europe by Nicholas Crane, Viking, 1996, p. 320), White Knight of Wallachia "white+knight+of+wallachia"&source=bl&ots=ZMFi3V9rqD&sig=GXAnsPJU_DiGNCTBeV2CczjtrhU#v=onepage&q="white%20knight%20of%20wallachia[1] or White Knight of Hungary (Encyclopedia of the undead, p. 67, Career Press, 2006,
Jihad in the West: Muslim conquests from the 7th to the 21st centuries
By Paul Fregosi, p. 244., Prometheus Books, 1998
) depending on sources نسخة محفوظة 07 فبراير 2013 على موقع واي باك مشين.
^ السلطان محمد الفاتح، صفحة 140.
^ Florescu, Radu R. and McNally, Raymond T. (1989). Dracula: Prince of many faces. Little, Brown and Company. ISBN 0-316-28656-7. الوسيط|المؤلف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الرقم المعياري=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة) صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
^ Ibid., see caption next to black and white photograph of this painting that appears in the set of illustrations between pages 74 and 75.
^ exploringromania.com نسخة محفوظة 15 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ The Night Attack [الإنجليزية]
↑ أبت تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 170 ISBN 9953-18-084-9
^ مؤرخون آخرون، مثل مايكل دوغاس وإحسان حقي، يقولون بأن عدد الجنود العثمانيين وصل إلى 150,000 جندي، وآخرون يقولون أن العدد بلغ 250,000 جندي.
^ The Real Prince Dracula نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Ottoman online net, Sultans: SULTAN MEHMED THE CONQUEROR (1432 - 1481)
^ Croatia and Ottoman Empire, Ahdnama, Sultan Mehemt II نسخة محفوظة 18 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ Light Millennium: A Culture of Peaceful Coexistence: The Ottoman Turkish Example; by Prof. Dr. Ekmeleddin IHSANOGLU نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ Imamović, Mustafa (1996). Historija Bošnjaka. Sarajevo: BZK Preporod. ISBN 9958-815-00-1
↑ أبتثج تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 171-172 ISBN 9953-18-084-9
^ السلطان محمد الفاتح، عبد السلام فهمي، صفحة 141.
^ Ottoman History: 1453-1511 نسخة محفوظة 20 أغسطس 2008 على موقع واي باك مشين.
^ Babinger، Franz (1978). Mehmed the Conqueror and his Time. Bollingen Series XCVI. ed. by William C. Hickman, trans. by Ralph Manheim. Princeton University Press. صفحات 314–315. ISBN 0691099006. الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|وصلة المؤلف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الرقم المعياري=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة)
^ History of Turkey; Turkish History in the Islamic Period
^ يذكر كورنيكا بولسكا أن عدد قوات البغدان وصل إلى 40,000 جندي؛ ويقول جينتس سيليسي أناليس أن عدد القوات العثمانية وصل إلى 120,000 جندي و"لم يكن هناك أكثر من" 40,000 جندي بغداني؛ وجاء في الرسالة التي بعثها أسطفان الرابع إلى الدول المسيحية، بتاريخ 25 يناير، 1475، أن الجيش العثماني وصل تعداد عناصره إلى 120,000 جندي؛ أنظر أيضا،The Annals of Jan Długosz, p. 588
^ The Balkans: A History of Bulgaria, Serbia, Greece, Rumania, Turkey
^ Istoria lui Ştefan cel Mare, p. 133
^ Saint Stephen the Great in his contemporary Europe (Respublica Christiana), p. 141
^ Crimean Khans were appointed[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 17 يوليو 2012 على موقع واي باك مشين.
^ Akademia, Rolul distinctiv al artileriei în marile oşti moldoveneşti (The special role of artillery in the larger Moldavian armies), April 2000 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ Jurnalul Naţional, Calendar 26 iulie 2005.Moment istoric (Anniversaries on July 26 2005.A historical moment)
^ M. Barbulescu, D. Deletant, K. Hitchins, S. Papacostea, P. Teodor, Istoria României (History of Romania), Ed. Corint, Bucharest, 2002, ISBN 973-653-215-1, p. 157
↑ أب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 174-175 ISBN 9953-18-084-9
↑ أبتثج تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 175-176 ISBN 9953-18-084-9
^ رواه البخاري في التاريخ الكبير عن بشر الغنوي، 2/81.
^ العثمانيون في التاريخ والحضارة، صفحة 374.
^ العثمانيون في التاريخ والحضارة، صفحة 375.
^ إسلام أون لاين نت، محمد الفاتح رجل الدولة وراعي الحضارة. نسخة محفوظة 21 فبراير 2011 على موقع واي باك مشين.
↑ أب الرشيدي، سالم (1989). محمد الفاتح. جدة - السعودية: مكتبة الإرشاد، ط 3. صفحات صفحة 260. الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|date=
(مساعدة)
↑ أبتث مفكرة الإسلام: وفاة السلطان محمد الفاتح، ربيع الأول 886 هـ ـ 3 مايو 1481م نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^ زادة، صولاق (1297هـ). تاريخ صولاق زادة. إسطنبول - تركيا. صفحات صفحة 268 – 269. الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|date=
(مساعدة)
^ أوزتونا، يلماز، تعريب عدنان محمود سليمان (1988). تاريخ الدولة العثمانية، الجزء الأول. إسطنبول - تركيا: منشورات مؤسسة فيصل للتموين. صفحات صفحة 180. الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|date=
(مساعدة)
^ الرشيدي، سالم (1989). محمد الفاتح. جدة - السعودية: مكتبة الإرشاد، ط 3. صفحات صفحة 409. الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الأخير=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|date=
(مساعدة)
↑ أب كتاب: تصحيح المفاهيم العقدية في الصفات الإلهية أو الفتح المبين في براءة الموحدين من عقائد المشبهين، تأليف: عيسى بن عبد الله مانع الحميري، الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الثانية: 1999م، ص: 19-20.
^ كتاب: رسالة استحسان الخوض في علم الكلام، راجعه وقدمه: محمد الولي الأشعري القادري الرفاعي، الناشر: دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 1995م، ص: 15-17.
^ كتاب: إتحاف الأكابر في سيرة ومناقب الإمام محيي الدين عبد القادر الجيلاني، تأليف: عبد المجيد بن طه الدهيبي الزعبي، الناشر: دار الكتب العلمية، ص: 40.
^ كتاب: شرح العلامة الخيالي على النونية للمولى خضر بن جلال الدين في علم الكلام، دراسة وتحقيق: عبد النصير ناتور أحمد المليباري الهندي، الناشر: مكتبة وهبة - القاهرة، الطبعة الأولى: 2008م، ص: 38-39.
^ "السلطان محمد الثاني الصوفي الأشعري فاتح القسطنطينية". موقع السنّة. الوسيط|المسار=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة)
^ كتاب: النقشبندية: نشأتها وتطورها لدى الترك، تأليف: الدكتورة بديعة محمد عبد العال، الناشر: الدار الثقافية للنشر، الطبعة الأولى: 2010م، ص: 20.
^ تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 177-178 ISBN 9953-18-084-9
^ Kohen, Elli; History of the Turkish Jews and Sephardim: Memories of the past golden age, University Press of America, (2007) p. 19
^ الشبكة الإسلامية، مات العقاب الكبير - تاريخ الولوج = 16-7-2008 نسخة محفوظة 21 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.
^ Conquest 1453 (2012) - IMDb
^ Central Bank of the Republic of Turkey. Banknote Museum: 7. Emission Group - One Thousand Turkish Lira - I. Series & II. Series. – Retrieved on 20 April 2009.[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 28 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
وصلات خارجية
محمد الفاتح.. صاحب البشارة: (في ذكرى وفاته: 4 ربيع الأول 886 هـ)، إسلام أون لاين، 27 مايو 2001.- بيت عباد، وصية السلطان محمد الفاتح لأبنه، بقلم الدكتور محمد علي الصلابي.
- السلطان محمد الفاتح من موقع عثمان أون لاين.
الفصل 68: عهد محمد الثاني، انقراض الامبراطورية الشرقية تأليف إدوارد جيبون.
نشيد عن فتح القسطنطينية ومدح لمحمد الفاتح على يوتيوب، من يوتيوب.
كتب
كتاب: سيرة السلطان محمد الفاتح وعوامل النهوض في عصره، د. علي محمد الصلابي.
كتاب: السلطان محمد الفاتح بطل الفتح الإسلامي في أوروبا الشرقية، د. سيد رضوان علي.
أفلام
- فيلم فتح 1453 إنتاج فاروق آكصوي (2012)
- محمد الفاتح (مسلسل كرتوني)
المناصب السياسية | ||
---|---|---|
سبقه مراد الثاني | السلطان العثماني 1444–1446 | تبعه مراد الثاني |
سبقه مراد الثاني | السلطان العثماني 7 فبراير 1451– 3 مايو 1481 | تبعه بايزيد الثاني |
سبقه قسطنطين باليولوج الحادي عشر | قيصر الروم لقب غير رسمي 7 فبراير 1451– 3 مايو 1481 | تبعه بايزيد الثاني |
|
|
|
|
بوابة الدولة العثمانية
بوابة الإسلام
بوابة التاريخ الإسلامي
بوابة تاريخ الشرق الأوسط
بوابة أعلام
بوابة ملكية
بوابة التاريخ
تصنيفات:
- مواليد 1429
- وفيات 1481
- محمد الفاتح
- أتراك
- أشخاص من أدرنة
- أشخاص من أصل طوراني
- أعلام التصوف
- حكام أطفال في العصور الوسطى
- سلاطين عثمانيون في القرن 15
- سلالة حاكمة عثمانية
- شعراء وشاعرات أتراك
- صوفيون
- عثمانيون شهدوا الحروب العثمانية البندقية
- عثمانيون من أعلام الحروب البيزنطية العثمانية
- فتح القسطنطينية
- قادة عسكريون مسلمون
- ماتريدية
- مجددون
- مدفونون في تركيا
- مواليد 1432
- مواليد 832 هـ
- مواليد 833 هـ
- مواليد 835 هـ
- مواليد في أدرنة
- وفيات 882 هـ
- وفيات 886 هـ
- وفيات بسبب السم
- وفيات في جبزي
- السلالة العثمانية
(window.RLQ=window.RLQ||[]).push(function()mw.config.set("wgPageParseReport":"limitreport":"cputime":"2.852","walltime":"3.390","ppvisitednodes":"value":28318,"limit":1000000,"ppgeneratednodes":"value":0,"limit":1500000,"postexpandincludesize":"value":378045,"limit":2097152,"templateargumentsize":"value":66660,"limit":2097152,"expansiondepth":"value":32,"limit":40,"expensivefunctioncount":"value":8,"limit":500,"unstrip-depth":"value":1,"limit":20,"unstrip-size":"value":118268,"limit":5000000,"entityaccesscount":"value":6,"limit":400,"timingprofile":["100.00% 2110.398 1 -total"," 61.37% 1295.238 1 قالب:معلومات_سلطان_عثماني"," 60.21% 1270.570 1 قالب:صندوق_معلومات_شخص"," 32.95% 695.473 58 قالب:قيمة_ويكي_بيانات"," 28.91% 610.172 124 قالب:ص.م/سطر_مختلط_اختياري"," 22.09% 466.262 44 قالب:ص.م/سطر_مختلط_اختياري_ويكي_بيانات2"," 16.36% 345.214 1 قالب:مراجع"," 14.43% 304.439 9 قالب:ص.م/عنوان_فرعي_اختياري"," 9.88% 208.568 3 قالب:ص.م/عنوان_فرعي_اختياري_ويكي_بيانات2"," 6.65% 140.342 10 قالب:مرجع_كتاب"],"scribunto":"limitreport-timeusage":"value":"0.864","limit":"10.000","limitreport-memusage":"value":10922285,"limit":52428800,"limitreport-logs":"raw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2nraw2n langpref:ar,prop:P2521,lang_code:ar.n formatting:text,text:عاهلة.nraw2nraw2nraw2n","cachereport":"origin":"mw1262","timestamp":"20190408141601","ttl":86400,"transientcontent":true););"@context":"https://schema.org","@type":"Article","name":"u0645u062du0645u062f u0627u0644u0641u0627u062au062d","url":"https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%D8%AD","sameAs":"http://www.wikidata.org/entity/Q34503","mainEntity":"http://www.wikidata.org/entity/Q34503","author":"@type":"Organization","name":"u0627u0644u0645u0633u0627u0647u0645u0648u0646 u0641u064a u0645u0634u0627u0631u064au0639 u0648u064au0643u064au0645u064au062fu064au0627","publisher":"@type":"Organization","name":"u0645u0624u0633u0633u0629 u0648u064au0643u064au0645u064au062fu064au0627","logo":"@type":"ImageObject","url":"https://www.wikimedia.org/static/images/wmf-hor-googpub.png","datePublished":"2005-04-28T10:00:25Z","image":"https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/e/e1/Portrait_of_Mehmed_II_by_Gentile_Bellini_%28Cropped%29.png","headline":"u0627u0644u0633u0644u0637u0627u0646 u0648u0642u064au0635u0631 u0627u0644u0631u0648u0645 u0627u0644u0645u0633u0644u0645 u0627u0644u0645u0644u0643 u0645u062du0645u062f u062eu0627u0646 u0627u0644u062bu0627u0646u064a u0627u0644u0645u0644u0642u0628 (u0627u0644u0641u0627u062au062d)"(window.RLQ=window.RLQ||[]).push(function()mw.config.set("wgBackendResponseTime":147,"wgHostname":"mw1329"););